أسامه عبد الماجد
¤ قد يبدو السؤال عن قائد مليشيا الدعم السريع الباغي الشقي حميدتي، غريباً بعض الشئ بعد نهاية الجدل حول هلاكه.. لكن لطالما كان السؤال الملح نابعاً من غيابه الذي اثار جدلاً واسعاً في وقت سابق.. فان اخر ظهور له كان خلال مشاركته في قمة “إيغاد” التي احتضنتها العاصمة الأوغندية كمبالا في 18 يناير الماضي.. وبعدها اجرى اتصالاً هاتفياً مع مساعد الامين العام الأمم المتحدة بشأن الأوضاع الإنسانية في البلاد. يتواجد حميدتي حاليا في عاصمة خليجية.. وهو اقرب للأسير منذ ان اصبح رهينة في يدها وينفذ اجندتها.
¤ مات حميدتي في نفوس اهل السودان – وظللت اكرر ذلك – منذ ان قامت عصاباته والمرتزقة الذين استجلبهم من الخارج بالعمليات الوحشية من قتل واغتصاب وتطهير عرقي وتدمير وخراب.. والشاهد ان ظهور حميدتي لم يعود بالنفع على المليشيا ولم تحقق مكاسب سياسية تذكر منه.. رغم الجولة الافريقية الواسعة التي قام بها لدول الجوار.. وطار حتى جنوب افريقيا، الدولة الاولى في افريقيا ذات الثقل الاقتصادي ،السياسي والدبلوماسي.
¤ تم صرف مئات الملايين من الدولارات في هذة الزيارات.. وحاول من خلالها رعاة المليشيا تسويقها كجسم سياسي .. لكن ما الذي حدث ؟؟!.. تعرضت لادانات دولية ، وتواصل كشف الجرائم التي ظلت ترتكبها، اما من جانب الحكومة فجاءت ردة الفعل عنيفة عندما جمدت عضوية السودان، في ” إيقاد” وادخلت الاخيرة في حرج بالغ، اضطر معها الرئيس عمر قيلي رئيس جيبوني ابتعاث وزير خارجية بلاده الى السودان وتسليم الرئيس البرهان رسالة مفادها ضرورة عودة السودان الى حضن المنظمة التي هو صاحب فكرتها ومؤسسها..
¤ ولم يكسب حميدتي من تحالفه السياسي مع قحت.. وكانت الخطوة خصما على الطرفين وبشكل كبير.. من خلال محاولة قحت الفاشلة الدخول كطرف جديد في الحرب وابهام الراي العام انه بمقدورها اقناع المليشيا باحلال السلام.. ظهر حميدتي وقواته تتلقى الهزائم تلو الخسائر في كافة المحاور.. وكان نتيجة ذلك المحاولة الخائبة من جانب المليشيا بتعطيل شبكة الاتصالات حتى تدفع المواطن لينفث غضبة تكاة الحكومة.
¤ ظهر حميدتي وبدأ الدعم الخارجي له يتراجع بعد تسليط العالم الخارجي واعلامه الاضواء تجاة رعاته.. مما اجبرهم على الانزواء واعادة التفكير !!.. يعيش الباغي الشقي حالة توهان ، بعد ان ادخل ابناء اهله قي محرقة قضت عليهم.. وضاعت ثروته الطائلة من عقارات ومزارع واموال من العملات الصعبة.. وفقد السلطة.
¤ قد يرى البعض ان المليشيا نهبت المليارات من الاموال والذهب.. وانها تضع يدها على ثروة نقدية طائلة.. لكن الاموال المنهوبة في يد المجرمين من عناصر المليشيا والمرتزقة الذين شاركوا مقابل التكسب من القتال.
¤ ان قاصمة الظهر بالنسبة للمليشيا ان غياب قائدها حميدتي وظهوره سيان.. لا جديد قد طرأ منذ ظهوره بعد غياب استمر عدة اشهر.. فقد حميدتي مشروعيته الاخلاقية من خلال ممارسات قواته، وفشل في التقدم نحو اي مدينة جديدة بعد حاضرة ولاية الجزيرة ود مدني.. وتعرضوا لخسائر فادحة في بابنوسة التي استعصت عليهم وصمد اهل كردفان في مواجهتهم وتم دحرهم.. وكذلك في الدلنج بجنوب كردفان. وعلى مشارف سنار.
¤ ومهما يكن من امر يظل السوال على الطاولة اين حميدتي بعد ان اصبح وجوده مثل غيابه ؟!.