الرواية الأولى

نروي لتعرف

تقارير

أورده موقع The pan Africa review: هل دخلت إريتريا وإثيوبيا في حرب فعلاً ؟الحرب لم تُعلن رسمياً… لكن طبولها تُقرع في الأفق

الكاتب – د محمد خير عمر

رصد : الرواية الاولى

القرن الأفريقي يقف على حافة اشتعال جديدة. مشهد يتكرر كلما تصاعد التوتر بين أسمرة وأديس أبابا. لكن هذه المرة، المعطيات أكثر تشابكًا: حسابات إريتريا الأمنية، طموحات إثيوبيا البحرية، تحولات المشهد في تيغراي، واصطفافات بالوكالة في أمهرة وعفر.

خلفية الصراع : توقيت وحسابات

• مراقبون في إثيوبيا يرون أن أي مواجهة كبرى لن تحدث قبل تدشين سد النهضة، حيث يسعى آبي أحمد لتوظيف الحدث دولياً لردع أي تهديدات.
• إريتريا الصغيرة بحجمها وكثافة سكانها تدرك أن حربًا مباشرة مع إثيوبيا قد توحد خصومها الداخليين، لذلك تميل للحرب بالوكالة، وهو مجال تتقنه.
• داخل حزب الازدهار الحاكم، العداء لإريتريا في ذروته، والبيانات الأخيرة تصفها بـ”العدو التاريخي” الذي يسعى لتخريب مسار إثيوبيا.
• بعد حرب 1998–2000، ظل الطرفان يدعمان معارضات مسلحة ضد بعضهما. لكن وفاة ميليس زيناوي 2012 وتولي آبي أحمد 2018 غيّرا الأولويات.

من التحالف إلى التوتر

• خلال حرب تيغراي 2020–2022، قاتل الجيشان الإريتري والإثيوبي جنبًا إلى جنب ضد جبهة تحرير تيغراي، لكن العلاقة انكسرت بعد اتفاق بريتوريا 2022.
• منذ أكتوبر 2023، أعاد آبي إحياء مطلب “الوصول إلى البحر الأحمر”، واعتبر التخلي عن الموانئ الإريترية خطأ تاريخيًا، ما أثار تحذيرات بأن أي مغامرة عسكرية قد تنتهي بانهيار حكومته.
• النتيجة: إعلان الحرب لم يحدث… لكن الخطاب الحربي حاضر في كل كلمة.

تيغراي: انقسام بعد الهزيمة

• اتفاق بريتوريا أطلق موجة مراجعة ذاتية داخل تيغراي، لكنها انتهت إلى انقسام حاد بين معسكر موالٍ للحكومة الفيدرالية وآخر أقرب لأسمرة.
• الجبهة لا تريد مواجهة مباشرة مع آبي في الأزمة الحالية، لكنها تحتفظ بعلاقات مع أطراف متعددة، ما يبقيها في قلب المعادلة.

أمهرة : الحرب بالوكالة تشتعل

• اتهامات بضلوع إريتريا وجبهة تيغراي في دعم ميليشيات فانو الأمهرا بالسلاح والمشورة.
• فانو، التي بدأت لحماية الأمهرا، توسع أهدافها الآن لإسقاط حكومة آبي بالتعاون مع معارضات أخرى، وحتى خصومها السابقين.

عفر : قلب المعركة على الحدود

• آبي حاول كسب ولاء العفر عبر إحياء خطاب “حقهم في الوصول للبحر”، لكن الأحداث تسير بعكس توقعاته.
• قيادات عفرية، مثل الحاج إبراهيم، انشقت مع قواتها إلى إريتريا بعد اتهام الحكومة بالتخلي عن مناطقهم وإهمالها.
• القوات الخاصة العفرية، المدربة في إريتريا، هي الوحيدة التي لم تُحل وتحتفظ بقدرات ميكانيكية فريدة.

التفاعل السعودي والأمريكي

• السفير الأمريكي أجرى زيارات مكوكية بين أديس أبابا وسمرا ومكلي، محاولًا ضمان ولاء القوات العفرية ومنع تيغراي من الاقتراب من أسمرة.
• السعودية حاولت الوساطة بين إريتريا وإثيوبيا، لكن أسمرة رفضت الحوار المباشر، ما أسقط المبادرة.

نهاية المشهد

إريتريا تراهن على الحرب بالوكالة لتفادي مواجهة مباشرة، فيما يواجه آبي أحمد إغراء “حرب خارجية” لحشد الداخل، مع مخاطر قد تجر القرن الأفريقي إلى فوضى شاملة.

ميليس زيناوي كان قد أغلق هذا الملف قبل سنوات، قائلاً للإثيوبيين: “من يريد القتال من أجل إريتريا، فليتفضل… هذا هو الميدان وهذا هو الحصان”.

________________________

المصدر: the pan Africa review

Are Eritrea and Ethiopia already at war? – Pan African Review

مقال تحليلي للدكتور محمد خير عمر كاتب وباحث إريتري مقيم في النرويج، وعميد سابق لكلية الزراعة وعلوم الأحياء المائية بجامعة أسمرة تمت ترجمته في شبكة رصد إريتريا الإخبارية لزيادة الوعي بما يجري في القرن الأفريقي بين إريتريا وإثيوبيا.

اترك رد

error: Content is protected !!