اسامة عبدالماجد
¤ أولا: ارتكب قائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، خطأ فادحا بالدفع بقواته الى مروي دون مشورة الجيش.. مايوحي وكانه ند او غريم – سيان – للمؤسسة العسكرية.. خاصة وانه اقدم على تلك الخطوة خشية استغلال جهات خارجية المطار العسكري والقضاء عليه.. ولا تفارق مخيلته العملية النوعية لاغتيال زعيم العدل والمساواة د. خليل ابراهيم.. مع فرق شاسع ان حميدتي جزء من الحكومة.
¤ ثانيا: خطوة حميدتي افقدته ابرز حلفائه وهي المؤسسة العسكرية.. وقائدها البرهان تحديدا.. وكان الافضل له الاحتماء بشكل كبير بها لا التصعيد في مواجهتها.. ثم ان حميدتي لو سئل ما الذي يستفيده من تحريك القوات لاعجزه توفير اجابه مقنعه.
¤ ثالثا: قرار حميدتي فيه قدر كبير من المساس بالامن القومي.. مستدلين ببيان الجيش.. قد تخلق من حميدتي نسخة حفتر بالسودان.. بان يسيطر على منطقة او ولاية ويعادي المركز..
¤ رابعا: اما ان المستشارين حول حميدتي يشيرون عليه بالتحرك نحو حقل الالغام وهم على علم بذلك.. او هم قليلي الحيلة.. لان ماحدث هو دق لطبول الحرب.. لا مناورة سياسية كما يظن حميدتي.. ولن تعود عليه بمكاسب سياسية.
¤ خامسا: من الغباء السياسي ان يختزل (الدعامه) الجيش في قائده عبد الفتاح البرهان.. وذلك ان الجيش مؤسسة راسخه باقيه ويذهب قادتها.. اشرت لذلك لعدم انسجام حميدتي مع البرهان.. منذ اعلان الاخير في يوليو العام الماضي النأي عن السياسة.. وتحريك القوات يكون غضبه من حميدتي.
¤ سادسا: سيكون حميدتي اخطأ التقدير لو قصد من تحركات مروي اختبار قوته امام جيش عنيد لايؤمن بالهزيمة.. او استمع لنصيحة مستشار مشحون بالغبائن.. واعتقد انه سيكسب معركة عسكرية بادوات سياسية في مسرح مكشوف.
¤ سابعا: اودع حميدتي بتحركات مروي رسالة سالبه في بريد الشقيقة مصر.. والتي نفذ جيشها مناورات مشتركة نظيره السوداني في مروي.. كما ان مارشح بعد وصول قوات حميدتي للشمالية ان الهدف منها طرد القوات المصرية من هناك.. وهو غير صحيح.. غير متناسين ان تصنيف مصر وزعيمها السيسي للدعامه يقلق مضاجع حميدتي.
¤ ثامنا: كسب الجيش من وصول الدعامه الى مروي.. حيث ساهمت في زيادة شعبيته.. واحيت الهتاف الخالد (جيش واحد .. شعب واحد).. وبالمقابل انخفضت شعبية حميدتي وصورته كأنه ميال للحرب وزعزعه الاستقرار بالبلاد.
¤ تاسعا: تحركات مروي سيكون لها مابعدها من حيث تمركز الدعامه في العاصمة.. واستغلالهم لكثير من المقار الحكومية او الخاصة بالمؤتمر الوطني.. حيث يتوقع اعادة النظر في ذلك التواجد.. خاصة المقار التي تقع على مقربة من محيط القيادة العامة.
¤ عاشرا: يتوقع ان تتقصى الاستخبارات العسكرية لمعرفة من اهدى النصيحة الملغومة لحميدتي للتحرك صوب مروي.. اذا كان الشخص عسكري يتوقع ان تصدر قرارات في مواجهته ولو بعد حين.. حتى وان كان عبد الرحيم دقلو.. اما ان كان شخصية مدنية فذاك امر اخر.
¤ احد عشر: تحركات الدعامه ستدفع الحركات المسلحة لتحسس سلاحها.. لدرجة التراجع عن تنفيذ بند الترتيبات الامنية.. كما ان حميدتي وبخطوته سيباعد المسافة بينه والحركات والتي هي حليفة للجيش.
¤ اثنا عشر: متوقع تحرك الحركات المسلحة عسكريا حال حاولت قحت الاستثمار في حادثة مروي.. بمعنى لو حاولت الاستقواء بالدعامة او قررت سرا ان يكون حميدتي ذراعها العسكري.. وذلك لان اي تقارب بين حميدتي وقحت هو خصما على حملة السلاح وسيضر بمصالحها مع المؤسسة العسكرية الضامن الاوحد لوجودهم في الحكم.
¤ ثلاثة عشر: قد يكون حميدتي قرر التحرك عسكريا دون مشورة احد.. خاصة بعد ان خسر كل ادواته السياسية.. مثال لذلك انضم للاتفاق الاطاري الملئ بالثقوب.. ادار ملف سلام جوبا وفقد السيطرة عليه.. بل ازيح منه بطريقة هادئة.. ضربت الخلافات علاقاته مع الادارات الاهليه.
¤ اربعة عشر: احداث رمضان ستجعل القوات المسلحة تغير نظرتها تجاه الدعم السريع.. من المطالبه بدمجه.. الى حله او تذويبه.. او الحل السريع.. كما ستجعل الجيش يعيد النظر في استثمارات الدعامة.. خاصة وان كثير من رحلات حميدتي الخارجية بمظلة مجلس السيادة خاصة باستثماراته الشخصية.
¤ ومهما يكن من امر لا تزال الفرصة مؤاتيه امام حميدتي ليعود الى رشده السياسي.. ويقوي صلاته مع الجيش.. فما من حليف تحمل مزاجه المتقلب ومد له حبل الصبر مثل البرهان.