الرواية الأولى

نروي لتعرف

ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

آفاق التعاون بين السودان والسعودية

د. عادل عبدالعزيز الفكي





قضايا الأمن الإقليمي والدولي تمثل مرتكزاً للتعاون الاستراتيجي بين القطرين.
استراتيجية المملكة للعام 2030 نصت بوضوح على الاستثمار الزراعي في السودان لتفادي شح المياه بالمملكة.
حكمة القيادة بالمملكة سوف يكون لها دور في إنهاء الحرب بالسودان.
يزور المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي فخامة رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور كامل الطيب ادريس على رأس وفد يضم عدداً من الوزراء.
تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً أمنياً بالغ الخطورة بسبب الصلف الإسرائيلي المتمثل في الهجوم الغادر على دولة قطر، والاجتياح البري المندحر بإذن الله على قطاع غزة.
أمن البحر الأحمر الذي تمر به 15% من التجارة الدولية مسؤولية كبرى للسودان والسعودية باعتبار أن غالب هذا البحر هو عبارة عن بحيرة داخلية بين القطرين. ولهذا السبب فإن التعاون الاستراتيجي بينهما يعتبر أولوية قصوى.
تتمثل الفرص المتاحة للتعاون الاستراتيجي الثنائي في وجود فرصة هائلة للتكامل الاقتصادي بين البلدين من خلال الموارد المادية التي تتمتع بها المملكة. والموارد الطبيعية الموجودة بالسودان. مع وجود أسواق كبيرة ومفتوحة على مستوى منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وعلى مستوى منظمة الكوميسا، ومستوى دول مجلس التعاون الخليجي. ووجود فرصة للاستثمار المشترك للمعادن الموجودة في قاع البحر الأحمر بين الدولتين.
تتمتع المملكة العربية السعودية بموارد مالية ضخمة، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي بالقوة الشرائية للمملكة خلال العام 2024 حوالي 2.2 تريليون دولار (الاقتصاد رقم 17 على مستوى العالم)، فيما بلغ نصيب الفرد من الناتج خلال العام نفسه 62700 دولار في المرتبة 29 عالمياً. وقد انتقل صندوقها السيادي في العام 2022 ليصبح الأول عالمياً بقيمة 2 ترليون دولار.
سوف توظف موارد الصندوق السيادي السعودي في تنفيذ رؤية المملكة 2030 التي تحتوي نقاط تلاقي كثيرة مع خطط الإنعاش الاقتصادي بالسودان. حيث ورد فيها نصاً (إن الصناعات السعودية ستركز على نقاط القوة وتتجنب نقاط الضعف مثل موارد المياه الشحيحة، وذلك بتوجيه الاستثمار في مصر والسودان).
استراتيجية رؤية المملكة للعام 2030 تعطي الأولوية للتنويع الاقتصادي، وزيادة مشاركة القطاع الخاص، والمشاريع الممولة من صندوق الثروة السيادية والاستثمار الأجنبي، لهذا كانت خطوة موفقة من السيد رئيس مجلس الوزراء عندما بادر بالاجتماع بالقطاع الخاص السعودي ودعوته للاستثمار في السودان.
يشار الى أنه خلال العام 2016 وافق مجلس الوزراء والمجلس الوطني في السودان على منح السعودية مشروعاً زراعياً بمساحة مليون فدان على سد ستيت في شرق السودان، عبر اتفاقية مشتركة بين البلدين. هذا المشروع يمكن أن يمثل البداية لتنفيذ رؤية المملكة العربية السعودية بشأن السودان، بعد أن تحدد دراسة الجدوى الاقتصادية مستقبل الإنتاج سواء كان في مجال الثروة الحيوانية أو الانتاج الزراعي. والله الموفق.

اترك رد

error: Content is protected !!