فيما أرى / عادل الباز

وشكراََ حمدوك!!

عادل الباز


1
كاد الناس أن ينسوه، غير أن ورشة صديقي وراق التقييمية عبر صحيفة (الديمقراطي) قد بعثته من جديد، ليطل على الساحة من زاوية شديدة القتامة والأسف.!!. حدث له شيء مماثل لما حدث مع قريبنا الرضي يوم صبت المطرة.
في ذلك اليوم، فاضت السماء بماء منهمر أغرق العاصمة والأقاليم، ومعها منزل قريبنا، وفي ذات اليوم استلم الرضي فاتورة مياه من الهيئة العامة للمياه والكهرباء تبلغ قيمتها مليون جنيه (بالقديم). ولمّا كان يسكن منزلاً لا يتعدى غرفتين هو وزوجته، وليس لديه سوى (ماسورة) واحدة مُصدّية دون أي إضافات أخرى، اعتقد الرضي جازماً أن هناك خطأ ما بالفاتورة، فأخذها وذهب بها في صباح اليوم التالي لمكاتب هيئة المياه، ولكن الجماعة أصروا على صحة المليون جنيه فطلب الرضي مقابلة المدير.. فسمحوا له.. لمّا دخل والفاتورة بيده وهو يائس، حكى للمدير قصته، فسأله المدير مستنكراً: هسع إنت داير شنو؟ . فقال “بس عاوز أسألك.. إنتو مطرة أمبارح دي كلها حسبتوها علي أنا؟!!. وكذلك مطرة الفترة الانتقالية كلها على حمدوك؟.!!
2
قال ممثل حزب البعث إن حمدوك استغل تأجيل المؤتمر الاقتصادي لتمرير مخطط رفع الدعم . مؤكداً أن هناك برنامجاً متفقاً عليه قبل الثورة، ولكن حمدوك رفض تنفيذه.!!
ومن جهته ألمح البدوي وزير مالية الثورة إلى أن حمدوك هو سبب مغادرته للوزارة لخلافاته معه، منتقداً قراره الذي عيّن فيه حميدتي كرئيس للجنة الاقتصادية، بإعتبار أن ذلك (عسكرة للاقتصاد)، فيما اتهم الشيخ خضر اللجنة الاقتصادية لـ(قحت) بعرقلة خطط رئيس الورزاء لإدارة المهم الاقتصادي.

أما سياسياً، فقال طه عثمان أن مدنيون بمكتب حمدوك، سعوا للإنفراد بالمشهد السياسي، وأكدت مريم الصادق أن حمدوك هو من استدعى البعثة الأممية، ودعم التطبيع ودفع التعويضات للأمريكان بلا مشاورة (قحت).!! من جهته قال وجدي صالح إن وزراء بحكومة الثورة رفضوا تنفيذ القرارات وحمدوك لم يفعل شيئاً. وقال د. الشفيع خضر إن رئيس الوزراء حمدوك كان يعلم بلقاء برهان ونتيناهو في (يوغندا)، بمعنى أنه شريك في عار التطبيع.!!.
قال هشام ممثل (حق) إن حمدوك مسئول عن فشل السياسات التعليمية التي اتخذتها (قحت).
كل هذه الإفادات تصب في اتجاه أن فشل الحكومة الانتقالية سياسياً واقتصادياً كان بسبب حمدوك. الحقيقة أن حمدوك ما بتشكّر، ولقد ظلمه من وضعه فى منصب أكبر من مقدراته بكثير. ولكن لا يمكن أن نقبل فكرة أن كل الكوارث تسبب فيها حمدوك، هذا ظلم بائن. لا ينبغي أن (مطرة الانتقالية) كلها على حساب حمدوك.
3
الصحيح أن كل (قحت) شريكة في مهزلة الانتقالية بوثيقتها، وسياساتها وقوانينها ووزرائها ولجنة تفكيكها. إن مجرد نظرة للشخصيات التي تم الدفع فيهم لمعالجة أوضاع سياسية واقتصادية معقّدة، تجعلك تدرك أن شلة النشطاء الذين هبطوا إلى الخرطوم من كل فج عميق لم يكن لأغلبهم علاقة ولا فكرة عن إدراة الدولة، لذا فإن النتائج التي حصدتها (قحت) ومعها حمدوك ليست مسئولية حمدوك وحده، كما أن العسكر شركاء أصيلين في المهزلة بسبب ضعفهم وضيق نظرتهم السياسية. لقد كانوا يتفرجون على المسرحية الهزلية التي جرت فصولها أمامهم خلال ثلاث سنوات وكأنها تحدث في بلد آخر. إن الذي يحتاج لمراجعة وتقييم ليست هى تلك الأفعال والسياسات والكوارث التي ارتكبتها (قحت) فحسب، فتلك بلونا أمرها وذقنا مرها، بل تلك العقلية الاقصائية العنجهية المستبدة التي لا ترى إلا ذاتها (ألا أريكم إلا ما أرى). تلك العقلية التي انتهكت القوانين وهزأت حتى بالوثيقة الدستورية على (سجمها ورمادها)، وخلت من أي فكرة لإدارة الاقتصاد والسياسة الداخلية أو الخارجية. هي العقلية التي حاولت أن تضع كل موبقات الفترة الانتقالية على أكتاف حمدوك وهيهات، ويجب علي لأول مرة أ شكره، إذ أنه صبر على تلك الاتهامات ولم يرد عليها ولو بـ(تغريدة) وربنا يستر ويرضه عليه مايضطر يدفع زى الرضى…!!
فيما ارى
وشكراََ حمدوك!!
1
كاد الناس أن ينسوه، غير أن ورشة صديقي وراق التقييمية عبر صحيفة (الديمقراطي) قد بعثته من جديد، ليطل على الساحة من زاوية شديدة القتامة والأسف.!!. حدث له شيء مماثل لما حدث مع قريبنا الرضي يوم صبت المطرة.
في ذلك اليوم، فاضت السماء بماء منهمر أغرق العاصمة والأقاليم، ومعها منزل قريبنا، وفي ذات اليوم استلم الرضي فاتورة مياه من الهيئة العامة للمياه والكهرباء تبلغ قيمتها مليون جنيه (بالقديم). ولمّا كان يسكن منزلاً لا يتعدى غرفتين هو وزوجته، وليس لديه سوى (ماسورة) واحدة مُصدّية دون أي إضافات أخرى، اعتقد الرضي جازماً أن هناك خطأ ما بالفاتورة، فأخذها وذهب بها في صباح اليوم التالي لمكاتب هيئة المياه، ولكن الجماعة أصروا على صحة المليون جنيه فطلب الرضي مقابلة المدير.. فسمحوا له.. لمّا دخل والفاتورة بيده وهو يائس، حكى للمدير قصته، فسأله المدير مستنكراً: هسع إنت داير شنو؟ . فقال “بس عاوز أسألك.. إنتو مطرة أمبارح دي كلها حسبتوها علي أنا؟!!. وكذلك مطرة الفترة الانتقالية كلها على حمدوك؟.!!
2
قال ممثل حزب البعث إن حمدوك استغل تأجيل المؤتمر الاقتصادي لتمرير مخطط رفع الدعم . مؤكداً أن هناك برنامجاً متفقاً عليه قبل الثورة، ولكن حمدوك رفض تنفيذه.!!
ومن جهته ألمح البدوي وزير مالية الثورة إلى أن حمدوك هو سبب مغادرته للوزارة لخلافاته معه، منتقداً قراره الذي عيّن فيه حميدتي كرئيس للجنة الاقتصادية، بإعتبار أن ذلك (عسكرة للاقتصاد)، فيما اتهم الشيخ خضر اللجنة الاقتصادية لـ(قحت) بعرقلة خطط رئيس الورزاء لإدارة المهم الاقتصادي.

أما سياسياً، فقال طه عثمان أن مدنيون بمكتب حمدوك، سعوا للإنفراد بالمشهد السياسي، وأكدت مريم الصادق أن حمدوك هو من استدعى البعثة الأممية، ودعم التطبيع ودفع التعويضات للأمريكان بلا مشاورة (قحت).!! من جهته قال وجدي صالح إن وزراء بحكومة الثورة رفضوا تنفيذ القرارات وحمدوك لم يفعل شيئاً. وقال د. الشفيع خضر إن رئيس الوزراء حمدوك كان يعلم بلقاء برهان ونتيناهو في (يوغندا)، بمعنى أنه شريك في عار التطبيع.!!.
قال هشام ممثل (حق) إن حمدوك مسئول عن فشل السياسات التعليمية التي اتخذتها (قحت).
كل هذه الإفادات تصب في اتجاه أن فشل الحكومة الانتقالية سياسياً واقتصادياً كان بسبب حمدوك. الحقيقة أن حمدوك ما بتشكّر، ولقد ظلمه من وضعه فى منصب أكبر من مقدراته بكثير. ولكن لا يمكن أن نقبل فكرة أن كل الكوارث تسبب فيها حمدوك، هذا ظلم بائن. لا ينبغي أن (مطرة الانتقالية) كلها على حساب حمدوك.
3
الصحيح أن كل (قحت) شريكة في مهزلة الانتقالية بوثيقتها، وسياساتها وقوانينها ووزرائها ولجنة تفكيكها. إن مجرد نظرة للشخصيات التي تم الدفع فيهم لمعالجة أوضاع سياسية واقتصادية معقّدة، تجعلك تدرك أن شلة النشطاء الذين هبطوا إلى الخرطوم من كل فج عميق لم يكن لأغلبهم علاقة ولا فكرة عن إدراة الدولة، لذا فإن النتائج التي حصدتها (قحت) ومعها حمدوك ليست مسئولية حمدوك وحده، كما أن العسكر شركاء أصيلين في المهزلة بسبب ضعفهم وضيق نظرتهم السياسية. لقد كانوا يتفرجون على المسرحية الهزلية التي جرت فصولها أمامهم خلال ثلاث سنوات وكأنها تحدث في بلد آخر. إن الذي يحتاج لمراجعة وتقييم ليست هى تلك الأفعال والسياسات والكوارث التي ارتكبتها (قحت) فحسب، فتلك بلونا أمرها وذقنا مرها، بل تلك العقلية الاقصائية العنجهية المستبدة التي لا ترى إلا ذاتها (ألا أريكم إلا ما أرى). تلك العقلية التي انتهكت القوانين وهزأت حتى بالوثيقة الدستورية على (سجمها ورمادها)، وخلت من أي فكرة لإدارة الاقتصاد والسياسة الداخلية أو الخارجية. هي العقلية التي حاولت أن تضع كل موبقات الفترة الانتقالية على أكتاف حمدوك وهيهات، ويجب علي لأول مرة أ شكره، إذ أنه صبر على تلك الاتهامات ولم يرد عليها ولو بـ(تغريدة) وربنا يستر ويرضه عليه مايضطر يدفع زى الرضى…!!

اترك رد

error: Content is protected !!