✍️ السفير خالد موسي
جاء من الصعيد الي دار الريح يحمل قلبا صادقا بالعطاء و تطلعا نحو الغد المأمول بالنجاح و المجد المؤثل ، فخرج من كلية القانون جامعة الخرطوم الي فضاءات العمل العام ، و لم تستوعب طاقاته الا مهنة الصحافة التي أعطاها كل فكره وقلبه فأعطته أسما وقدرة علي البحث و الاستقصاء و تركيب الحياة القادمة وخوض المستحيل .
كان ماجدا كأسمه و أخذ معاني العفة و الطهارة والصبر علي الأذي من اسم أبيه يوسف. سمي نبي الله بن يعقوب.
كان مثل العافية للجسد
خلوقا و سمحا كالنسيم
أخاً كريمًا و شهماً وشيال تقيلة و مقنعا للكاشفات ، رقيق الطبع قليل الغضب كثير المعاذير للناس .
متفاني في عمله ومتجاوزا في سبيل الواجب لعلل الجسد و يأخذ نفسه بالشدة، قويا في الحق مهما جفلت منه النفوس او أوجفت منه القلوب أو تخاذل عنه أهل التواقيع و الاقلام.
كان في نسقه الانساني موطأ الاكتاف ممن يألفون ويؤلفون، مدخله للكلام الابتسامة و قصص المغازي و الشواهد، و عبر التاريخ. ليس له من حوشي الكلام أو غليظ القول أو نبو اللفظ وفضول الحديث نصيب.
ما عجمت محافل العمل أعوادها أو نُثرت كنانتها الا عاد حافلا محفّلا بما أُنتدب اليه، متواضعا في شخصه و لوّاما لهفوات نفسه، مقداما عند الفزع و متقهقرا عند الطمع.
ما انتدبته الدولة لمهمة الا عاد في جوف فرائه كل الصيود العامرة من نتائج وقرارات وتوصيات لتصحيح المعوج او تفعيل الساكن.
وهو صديقا صدوقا للجميع في الملمات العظام يتقدمهم في الواجبات و مواسيا في العزاءات و منفقا عند اصحاب الحاجات، مصوبا علي الدوام نظره نحو الاهداف العليا.
وترك بصمات قوية في كل موقع شغله في السفارات و الادارات المختلفة بالوزارة.
اللهم ان عبدك ماجد يوسف قد جاءك خاليا من وفاض الدنيا الا من ايمانه العميق وحبه لرسولك الكريم صلي الله عليه وسلم و يحمل في كفه غراس بضعةً ثمرات من العمل الصالح في الدنيا.
اللهم اغسله بالماء و الثلج و البرد، و نقه من الخطايا كما ينقي الثوب الابيض من الدنس. اللهم أنر قبره ووسع مرقده واجعله روضة من رياض الجنة
واجعل مقامه في الفردوس الاعلي مع الانبياء و الصديقين و حسن اولئك رفيقا.
اللهم افرغ علي قلب اسرته صبرا جميلا و احتسابا منجيا و اجعل البركة في ذريته
و انا لله و انا اليه راجعون