(1)
من المفارقات المحيرة ، فى قضية (تقدم ) وحكومة المليشيا ، ما كتبه المهندس خالد سلك الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني فى تغريدة طويلة على (X) ، وقدم لها بشروحات كثيرة للوصول إلى نقطة واحدة (فك الارتباط مع دعاة الحكومة الموازية دون إنقسام تقدم) ، ومنطق حزب المؤتمر السوداني والقوى المثيلة فى (تقدم) أنهم طرف ثالث.. ولا بأس فى ذلك ، فهذا تقديرهم ولا يعنينا..
ولكن بعض النقاط تثير التساؤل وتعبر عن حالة الاضطراب فى الموقف وربما تعطى إنطباعاً آخراً ، فالمقصود ليس ما تشاهدونه وتقرأونه وإنما ما هو فى (الدرج) ودعونا نقف على بعضها :
اولها: تفهم موقف التيار الجديد والذي انحاز إلى مليشيا الدعم السريع ، وضرورة إتساع الذهن لموقفهم ومع علمه أنهم تحالفوا مع المليشيا وحكومتهم تحت بندقية المليشيا ولخدمة اجندة المليشيا وهى فى كل الاحوال طرف فى الحرب ، بينما هو ذاته وآخرين وقفوا ضد أى قوى سياسية ساندت الطرف الاخر اى المؤسسة العسكرية ، فلماذا التسامح والود والذهن المفتوح مع طرف والقطع مع الآخر.. أليس فى الأمر عجب..
(2)
وفى راى أن سياق الموقف والاجتماعات والمنازعات المصنوعة الهدف منها واحد ، هو أن يتولى فريق داخل (تقدم) مهام اسناد مليشيا الدعم السريع وفق شروط ومقتضيات إعلان اديس ابابا يناير 2024م ، بينما يناور فريق آخر برفض فكرة الحكومة الموازية ، مما يقلل الحرج السياسي والتحايل على الراى العام بإدعاء الحياد لتجنب تحمل تبعات جرائم وتجاوزات وانتهاكات المليشيا..
ولذلك جاء الموقف الود فى سائر البيانات والمواقف ، مما اسموه (فك الارتباط) دون خروج من التحالف الكبير (تقدم) ..
(3)
ومن الواضح أن هذه الخطوة نتاج قياس ردة فعل وقراءات كثيرة ومحاولات جس نبض تأكد للحاضنة السياسية لمليشيا آل دقلو الارهابية كراهية الشعب السوداني ورفضه لهذه العصابة المجرمة ومن شايعها..
وثانياً: فإن منهج خلط الاوراق سائد فى سياسات ومواقف (تقدم) وما قبلها (قحت) ، هى فى الحكومة وضدها ، ومع فولكر وضده ، وضد حميدتي واختارته نائباً للرئيس ، وطالبت بحل المليشيا وابرمت معها الاتفاق الاطارى واستندت على بندقيته ، وفى العام الماضي وفى مثل هذه الأيام اصدرت قوى سمت نفسها (القوى السياسية والمدنية الديمقراطية) وطالبت بحظر الطيران وايقاف استنفار المواطنين وجملة من المطالب كلها فى صالح مليشيا آل دقلو الارهابية ، ووقعت عليها ذات قوى (تقدم) ، فهذا السلوك المخادع جزء من عقلية تفكير (تقدم) والنشطاء…
ولذلك فإن ما نراه من حيث عن فك الارتباط هو مجرد توزيع ادوار على الطاولة والهدف هو وجود مليشيا آل دقلو فى المشهد السياسي..