عاد برنامج “فتاوي” للشيخ محمد هاشم الحكيم على شاشة النيل الأزرق والحمد لله، وهذه المرة العود أحمد و “أمرح” لأن البرنامج ممزوج بالمقاطع الإجتماعية الكوميدية مع الفنان الموهوب فخري ويقوم فضيلة الشيخ بالتعليق الفقهي ومعالجة القضية بإسلوبه العلمي والواقعي.
ما نقمت قحت من الشيخ محمد هاشم الحكيم إلا أنه اعترض على تولي رجل يقول “الإنسان زوج الله” لمسئولية مناهج الطلاب والتلاميذ في السودان. رجل كان يريد أن يرغم الشعب السوداني على أن يمتثل لرغبته وإرادته بقهر السلطة والإرهاب الفكري والفزاعة العلمانية بالتخويف من عودة “الكيزان” بتدريس أولادنا وبناتنا في الصف السادس الإبتدائي لصورة تجسد الذات الإلهية في صورة رجل عجوز وصورة آدم عاريا تماما، ثم أخذ يتحجج بأنه حذف مكان العورة، وكأن تصوير الذات الإلهية، الله جل جلاله، في شكل بشر ليست مشكلة ولكن الخطأ فقط في عرض عورة آدم عليه السلام.
أعترض الشيخ الفقيه محمد هاشم الحكيم مبكرا على هذه الإنحرافات وحذر منها ولأن قحت تحترم حرية التعبير ضد الدين وليس دفاعا عنه تواطئت عليه وحرضت و”حملت الحطب” حتى تم حذف “فتاوي” من خارطة البث ولم تكن هنالك شجاعة كافية لإبداء الأسباب، لقد السودان كله في عهد “الإرهاب الفكري”.
أعرف الشيخ محمد هاشم منذ أن تزاملنا في الجامعة وكان في كلية المعمار وكان ملتزما وداعية وذو حس فني مرهف، هو نموذج للدين المتصالح مع الحياة والناس، ولسوء حظه هذا النموذج الذي يرفضه البعض ويريد أن يوهم الناس بأن الدين هو “أفيون الشعوب”.
المهم … دعونا لا نعكر صفوكم بهذه الشياطين التي ذهبت لمزبلة التاريخ غير مأسوفا عليها ودعونا نستمتع بعودة الوعي والدين والفن والخير والجمال والمرح والفكاهة .. الحمد لله على ذهاب الأدعياء الذين كشفتهم تجربة الحكم والسلطة وأظهرت أنهم هم عورة السياسة السودانية المغلظة.
وما عجل بذهابهم شيء سوى الأكف المتوضأة التي ارتفعت لله بالدعاء أن يكف شرهم عن البلاد والعباد.
الجماهير التي تحب الفتاوي والكوميديا وعصيدة رمضان وفطائر العجوة وترى أن الجمع بين التراويح والمسرح لا يحتاج إلى درس عصر من السياسيين.
واستجاب الله.