تابعت الحملة الكبيرة التي تتبناها الجهات الداعية لاغلاق شوارع السودان تحت شعار ( الترس درع الوطن الكبير)، المفارقة المضحكة ان ذات الذين يؤلبون المواطنين الان لاشعال اللساتك علي الطرقات هم من انتقدوا في وقت سابق سلوك الناظر ترك ومجلس نظارات البجه عندما اغلق طريق الشرق.
سنظل نشهر في كل الاحوال موقفا معارضا لاغلاق الطرق باعتباره سلاحا جبانا يهدد حياة الناس ويهدد مصالحهم ، انتقدنا التتريس حينما شرعنته قوى الحرية والتغيير ، ورفضناه من مجلس نظارات البجة عندما اغلق طريق الشرق، وسيظل موقفنا ضد اية محاولات لاغلاق طرق السودان بواسطة اية جهة ..
ظللنا نعلن موقفا واحدا ينادي بعدم استخدام اي سلاح صدئ للإجهاز على الخصوم ، حتى لا تندم على إشهاره ضدك غداً ، التوافق على أساليب معقمة أمر مهم لإدارة التنافس على ولاء الجماهير في بيئة سياسية نظيفة..
ستظل المتاريس أسوأ ما أدخلته أحزاب الثورة في قاموس السياسة السودانية، وقفنا مع قحت في نفس الخندق لرفضها حينما استخدمت ضد حكومة الدكتور عبدالله حمدوك في شرق السودان، وبذات القدر ندعو المعارضة لوقفها وادانتها الان والابتعاد عن استخدامها في طرقات الخرطوم والسودان.
لجات قحت للمتاريس واسقطت بها حكومة البشير لكنها رفضت ذات السلاح حينما استخدم ضدها في الشرق وعادت اخيرا لتمجيده وهي تؤلب علي اغلاق الشوارع وتتريس كل السودان في الشمال وكبري عطبرة وكوستي وحنتوي ومواقع اخري…
لا يوجد مبدأ في عرف الساسة السودانيين من اليمين إلى أقصى اليسار، الميكافلية البغيضة تتحكم في المواقف، استخدام أي سلاح لإسقاط خصمك حتى وإن كان صدئاً، وحينما يوجه ضدك غداً أعلن أنه محرم ومخالف للقوانين والأعراف الإنسانية وقل فيه ما لم يقله مالك في الخمر.. ثم عد واستخدمه ضد خصومك حينما تفقد السلطة.
ما تتبناه قحت اليوم من تاييد لسلاح المتاريس يمكن التدليل به على ضعف المبدئية في السياسة السودانية، ما تستخدمه ضد العدو اليوم يصوب نحو وجهك غدآ ، تتبناه وتدافع عنه حينما يكون سلماً للوصول إلى السلطة، وترفضه حينما يوظف لمعارضتك وإسقاطك.
بح صوتنا ورمينا بأقذع الألفاظ ونحن نرفض المعارضة بالمتاريس، ونستهجن سلوك الذين يحيلون حياة الناس إلى جحيم، بينما الدولة عاجزة عن فعل شيء، تسببت المتاريس التي يمجدها القحاتة في وفاة أرواح عزيزة ، مصابون بالأزمة فارقوا الحياة لصعوبة الوصول إلى المستشفيات، نساء في آخر مراحل المخاض حرمتهن المتاريس من حقهن في الولادة ، وفارقن الحياة على أعتاب المتاريس، عز الخروج من المنازل، احترقت السيارات وتأخرت مصالح الناس بفعل المتاريس ، بينما كان انتقاد الظاهرة محرماً ومدخلاً لاعتمادك ضمن قوائم الفلول وأقلام الثورة المضادة.. اوقفوا المتاريس واقبلوا علي حل الازمات بالحوار وتواضعوا علي وسائل معقمة ومتفق عليها لحسم القضايا الخلافية..