لم أكن اظنني يومآ سأكتب لك مباشرة لأسباب كثيرة، ولكن اليوم تمنيت لو التقيتك لاقول لك (ابشر ببيت الحمد) فوالله لقد ربحت تجارتك مع الله وتمت المقايضة بنجاح ( صبر ورضا باعظم ابتلاء يصيب انسان في الدنيا ) مقابل بيت في الجنة ، ما اعظمها من كلفة وما اروعه من جزاء ، شاهدتك مثلي والملايين من الناس وانت تهيل التراب علي ( آمالك المرجوة) وتغالب العبرات ،والوجع اكبر من التصور لكنه في وسعك سيدى …فأنت حتما تعلم أن الله لايكلف نفسإ الا وسعها وانت في وسعك تحمل هذا المصاب الجلل …وتعلم ان الانسان يبتلي وهو في قمة إيمانه( احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لايفتنون) ؟لقد تجلي إيمانك وانت تتجول بين الناس من منطقة الي اخري تجالسهم في الشوارع والأسواق دون أن تخاف بخسآ ولارهقإ لاترهبك مسيرات ولا هواجس ، تتعامل كفارس ابن بلد يجيد( القنص والإنس ) يخفف علي الناس ويجبر خواطر البسطاء من شعبه من ذاك برتقاله ومن تلك حفنة بليلة..و…..ويتجلي صوتك وانت توجه عبر الاثير باستراتيجية القائد الذي يري بلده رقعة شطرنج يعرف متي يتحرك جنودة ( في مربعاتهم ) ومتي يقول ( كش ياملك )…
اقول انت ابتليت وانت في قمة إيمانك بعدما صمدت في لحظة الغدر وتساقط الرفاق والأبناء الفوارس من حولك فداء لسيادة وطن انت رمزه …كانوا الأقرب لك بحكم عملهم ،هم وكل من فقدناهم من الشهداء البواسل …
لقد احتفظت في مآقيك بعشرات الدموع لاجل شهداء وطن تعرف قيمة ترابه …وحتمإ انت لاتعرف عدد كبير من الأمهات والاباء الذين فقدوا أبنائهم ولن تجف دموعهم مادامت في قلوبهم خفقات ،رحم الله ( الابن محمد ) وكل من فقدنا وجمعنا بهم في مستقر رحمته وربط علي قلبك بعروة الصبر الوثقي وجملك بالرضا واليقين …احتسبه كما احتسبنا ابنائنا الذين فقدناهم ..مزيدأ من الصبر والمثابرة حتي نحتفل بالنصر في الدنيا ونحن ننتظر الجزاء الاوفي في الآخرة..
زاوية قبل اخيرة …
طواه الردى عني فأضحي مزاره بعيدا علي قرب قريبآ علي بعد …
هو قريب مهما بعد فالارواح تلتقي مهما تباعدت الأجساد…
زاوية اخيرة..
اللهم عامله بالإحسان لا بالميزان ..واسبل عليه العفو والرضوان ..