اسامة عبدالماجد
¤ هل فحصتم اسماء (شلة قحت) التى عقدت اجتماعاً في العاصمة البلجيكية بروكسل الخميس الماضي ؟.. حتى لا تُرهق بالبحث غير المفيد، اعني السفير المتقاعد نور الدين ساتي ابرز (عطالة المنافي).. الناشط السياسي الذي عارض قرارات (25 اكتوبر 2021) التي اتخدها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.. وكان وقتها سفيراً للسودان بواشنطن.. وضرب بأخلاقيات المهنة عرض الحائط في انتهاك واضح وصارخ للعمل الدبلوماسي الرافض للتسييس.
¤ كثير منكم قد لا يعرف الرجل والذي رغم تجاوزه العقد السابع هرول و(اتشعبط) في قطار التغيير.. و(ركب الموجه) وسرعان ماتحلى بصفات قحت السيئة.. زاد عليها ووبراعة لا يحسد عليها، التلون في المواقف، مثل حرباء.. باطناً كان مع الاسلاميين وفاز بمغانم اكثر منهم وظاهراً انضم الى قحت.. ساتي مثل العملة المزيفة، لاتكتشف الا عند التعامل.. عندما وقف التعامل مع الانقاذ، تعرى امام الناس والتاريخ وسارع بخلع ثيابه وارتدى زي قحت المهترئ.
¤ هو مع مصلحته، مع المناصب التي ظل يظفر بها منذ سنوات طويلة، ياله من ماكر… عمل مستشارا مع الرئيس الاسبق جعفر نميري.. كذب من قال (ام جركم مابتاكل خريفين).. ثم عين مديراً لمكتب الراحل د. حسن الترابي في القصر الجمهوري.عندما تم تعيينه مستشارا للنميري.. (ذي ما بقول ليك والله صحي)، على قول الشيخ محمد المصطفي.
¤ ساتي استاذ جامعي للغة الفرنسية.. بعد تقربه من قيادات الاسلاميين، د. الترابي والاستاذ علي عثمان لاحقا.. همست مكاتب الاسلاميين الخاصة عن علاقة يكتنفها العموض بينه والفرنسيين.. وتحول الهمس الى جهر عندما عينته الانقاذ سفيرا للسودان لدى باريس.. بالمناسبة تم التمديد له في فرنسا.. وسبق ان تم التمديد للسفير نصر الدين والي في ذات المحطة.. ومن المفارقات ان والى هو الاخر يشبه ساتي للحد البعيد في (التلون، عض يد الانقاذ ،عطالة المنافي ومن انصار تشكيل حكومة منفى).
¤ كذلك عينت الانقاذ ساتي سفيرا ببلجيكا و بتشاد.. قد لا تصدق عزيزي القارئ ان تودده لقيادات الانقاذ تواصل بعد تقاعده عن الخارجية.. واصل هوايته في التذلل والتزلف.. ظفر بمنصب جديد.. عينته الانقاذ (بت اللذينا)، امينا عاما للمكتبة الوطنية.. بدرجة وزير دولة.. لكن نور الدين جلس على كرسيه بدرجة وزير (ذي مابقول ليك).. كان خصما على المنصب وبامتياز، تراجعت المكتبة الوطنية في عهده وبشكل مريع.. لم يتفرغ لها، كان كثير الاسفار.
¤ حتى اللحظة لم يجيب نور الدين على سؤال شغل مؤسسات الاسلاميين .. ماهو دوره في عملية تسليم السودان للجاسوس الثعلب كارلوس.. وما اثير عن ملايين الدولارات حول تلك العملية!!، وكيف انجز ساتي وباي صيغة ترجمة ملفات كارلوس للمخابرات الفرنسية ؟!.. وترجمة كل مايتعلق بملف الارهاب في غرب افريقيا !!.
¤ فات علي ان اشير ان الرجل مارس هوايته في التلون والتي يجيدها حيث قوى صلاته بالباغي الشقي عبد الرحيم دقلو في كينيا (بلد وليام روتو).. نمت تلك العلاقة بالاعمال التجارية لدقلو وشقيقه القوني في نيروبي وذاك امر سنعود اليه.. نور الدين بيته من زجاج ومع ذلك ظل يحصب الانقاذ بالحجارة.. الرجل ابن عم و ابن خالة حسن ساتي المدير السابق لشركة سكر النيل الابيض.. غضت اللجنة – سيئة الذكر – (ازالة التمكين) الطرف عن فساد المصنع، ربما كان لنور الدين (خاطر عندها).. وقضية المصنع الخاسر، الذي صرفت عليه الانقاذ (دم قلبها)، سنعود اليها.
¤ كان لنور الدين وظيفة خاصة في القصر الجمهوري لا يعلمها الا القليلين.. كان يرافق النائب الاول السابق بكري حسن صالح في زياراته للدول الناطقة بالفرنسية.حيث يفوم باعمال الترجمة من اللغة الفرنسية.. انظروا كيف هو بارع في الاكل في كل الموائد.. المريب في شخصية نور الدين انه يجوب الان دولا (هاوي سفر منذ ايام الانقاذ).. ومعه بعض عطالة المنافي وينشطوا في التواصل مع جهات دولية واقليمية من اجل انهاء الحرب.. شعارهم تمكين القيادة المدنية في السودان.. ولا ادري من اين يستمد ذلك النفوذ.. هل من شرعية الشارع (ياحليل تلك العبارات الكذوبة) ، ام من (حبايبه) الفرنسيين.
¤ كفاية السكوت على امثال نور الدين الذي يسئ بتحركاته المشبوهة للوطن وللدبلوماسية السودانية.. يجب ازاحة الغطاء عن امثاله.. عندما ارتدى ثوب القحاته.. اصبح اول سفير للسودان بالولايات المتحدة بعد غياب لاكثر من عقدين.. وليت لو ظل المنصب شاغرا بدلا عن التلاعب به كما فعل.
¤ ومهما يكن من امر.. وبعد الحرب لا مجال لامثال ساتي ولو جاء بتوصية من قصر الاليزية او قفز من اعلى برج ايفل.