الطاهر ساتي
(2 أكتوبر)؛ تفقد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مَعبر أرقين بوادي حلفا..وهناك رفع للحاضرين سبعة أصابع؛ فظن البعض بأنه وعد بإنهاء التمرد خلال ( 7 أيام)؛ ولكنه كان وعداً بإزالة التكدس في المعبر خلال أسبوع..!! :: و بالتأكيد؛ قبل تلك الإشارة أصدر توجيهاً للسلطات المسماة بالمسؤولة بإفراغ تكدس الشاحنات خلال (7 أيام)؛ و ذلك بعد وقوفه على المتاعب التي تواجه الناس و الشاحنات بهذا المعبر الحدودي.. ولكن لم يحدث شئ..!! :: مضت أيام الله السبعة؛ ثم سبعة أيام أخرى؛ ثم ثالثة؛ و حلّ الأسبوع الرابع؛ ولايزال الوضع بمعبر أرقين – كما هو – متردياً..وهذا يعني أن البرهان – كالعادة – لم يف بوعده حتى في إزالة تكدس بمعبر حدودي؛ أي ناهيكم عن وعود تشكيل حكومات مستقلة..!! :: والشاهد؛ منذ ابريل و حتى يومنا هذا؛ فان إدخال جمل في سُم الخياط يكاد يكون أسهل من إدخال شاحنة من مصر إلى السودان عبر معبر أرقين.. وسعيد الحظ من المستوردين هو من تغادر شاحنته أرض المعبر خلال شهر أو ( 45 يومياً)..!! :: وكنت هناك قبل أسابيع؛ وكان طول صف الشاحنات المكدسة أمام إجراءات الجمارك العقيمة تجاوز ( 35 كيلومتراً).. وشاهدت تلالاً من السلع التي افسدتها الشمس في صف انتظار إجراءات العبور ( السخيفة)..!! :: و قبل البرهان؛ زار وزير النقل المعبر؛ و أصدر حزمة توجيهات؛ ولم تُنفذ..ثم مدير جهاز الأمن الوطني؛ زار المعبر و أصدر توجيهات لم تُنفذ..ثم البرهان.. ورغم وعد السبعة أيام؛ لايزال حال العابرين بالمعبر كحال الكفار على الصراط المستقيم..!! :: علماً بأن معبر أرقين ليس بحاجة إلى ذهب المعز أو مال قارون ليصبح معبراً يليق بالدولة السودانية و مثيلاً للمعابر المصرية وغيرها؛ بل بحاجة إلى إدارة و إرادة و أخلاق و ضمائر؛ و للأسف كل هذه الأشياء من مفقودات المرحلة..!! :: و كل المطلوب لإصلاح حال المعبر هو تشغيل مينائي دنقلا و كريمة الجافين للتخفيف على أرقين؛ و منح المصارف مواقعاً لأفرعها هناك لتسهيل الإجراءات؛ و زيادة ساعات عمل الجمارك أسوة بساعات عمل الجمارك المصرية ( 20 ساعة)؛ ثم تحسين بيئة المنطقة لتليق بكرامة الإنسان..هل هذه النواقص بحاجة لكل هذه الزيارات..؟؟ :: و رغم المليارات المدفوعة هناك نقداً وشيكاً؛ فمن المعيب التذكير بأن معبر أرقين بحاجة إلى أبسط الخدمات بما فيها ( حمامات)..تخيّلوا..فالناس تقضي حاجتها في العراء.. وعليه؛ بما أنها عجزت عن إصلاح المعبر في ( 7 أيام)؛ فنأمل أن تشيّد السلطات هناك ( 7 حمامات)؛ ثم تقول للناس بأنها كانت المقصودة بتلك الإشارة؛ و قد أوفى البرهان بوعده ..!!
Alyoumaltali.net