اسامة عبدالماجد
¤ كنت بين خيارين لعنوان الزاوية اليوم.. المدون اعلاة او (لماذا يعادينا كاكا) ؟.. فضلت الاول لأن الرئيس التشادي محمد ديبي ” كاكا ” عرض بلاده الشقيقه في مزاد دولي، وجعلها مستباحة للبيع والشراء.. وهذا ما لا نقبله ولا نريده للصديقة تشاد.. التي يربطنا بها دم وتواثق قبلي ممتد هنا وهناك.. وكما اعتدت ان اقول لا تلوموا الطرف الآخر.. بذكاء من ديبي الابن او بتوجيه من حلفائه، خصوم السودان زار موسكو والتقى الرئيس فلاديمير بوتين.. وضجت مواقع التواصل الإجتماعي في السودان امس بصورة الرئيسين.
¤ ملأ ديبي الفراغ الذي احدثه السودان.. بسبب تراجع علاقتنا مع روسيا طيلة الخمس سنوات الاخيرة.. قد لا تصدقوا ان وزير الخارجية علي الصادق، الذي يقوم بادوار تخدم الجنجويد بشكل كبير.. شارك الشهر الماضي في المنتدى العربي الروسي الذي استضافته مدينة مراكش المغربية، ولم يلتق نظيره الروسي سيرغي لافروف.. الذي تسابق وزراء الخارجية العرب للقائه وفي مقدمتهم المصري سامح شكري.. الذي افردت الصحافة المصرية مساحة واسعة للقاء.
¤ موكد عدم لقاء الصادق لسيرغي ليس تقصيرا من سفيرنا بموسكو محمد الغزالي سراج او سفيرتنا الهمامه في المغرب مودة عمر التوم.. لأن الصادق غير متحمس للقاءات الثنائية.. وهذا امر سنعود اليه بالتفصيل في وقت لاحق.. كما انه لايتعامل بشفافية، فعندما يعقد لقاءات على هامش فعاليات يكون وحده.. وهو امر مدعاة للريبة، ومخالف للاعراف الدبلوماسية.
¤ لم نوظف علاقاتنا الدبلوماسية مع روسيا سيما بعد مصرع الجنجويدي الروسي زعيم فاغنر.. مع العلم ان تواصلنا معها اقوى من صلاتها بتشاد كونها الابن المدلل لفرنسا التي هي في تنافس شرس مع الروس في افريقيا.. وقد كان قائد فاغنر يفغيني بريغوجين، على تواصل مع المتمردين التشاديين.. وجمعهم في الحدود مع السودان وافريقيا الوسطى.. وبحسب تقارير اعلامية خطط لاغتيال ديبي الابن.. وكان يخطط لانشاء اتحاد افريقي يضم السودان، تشاد، مالي، اريتريا، النيجر، غينيا وبوركينا فاسو.. وكيله في بلادنا لهذا المشروع هو الباغي الشقي حميدتي.
¤ وقريبا من ذلك اعلنت الرئاسة التشادية رسميا قبل نحو عامين ان تيمان إردمي ابرز قادة الحركات التشادية المعارضة لنظام ديبي الاب والابن تواصل مع فاغنر بغرض دعمه وتلقت قواته تدريبات.. نعرف تيمان عن قرب عندما كان في السودان وكذلك عدد من قادة المعارضة التشادية.. وكنا وقتها في الغراء ” الانتباهة ” على تواصل معهم وننشر نشاطهم.. قبل ان ينتقل تيمان الى العاصمة القطرية الدوحة.. بعد طي صفحة الخلاف مع ادريس ديبي.
¤ وكان مستشار الرئيس د. غازي صلاح الدين صاحب مقترح مصالحة ديبي، ومن وقتها ظلت العلاقة معه في ازدهار.. وتوجت بزواجه من فتاة سودانية كريمة أحد زعماء العشائر المعروفين.. وكان الرئيس ادريس، يهاب مدير جهاز الامن المهندس صلاح عبد الله (قوش) الذي هز كرسيه.. ولذلك عندما عاد لقيادة الجهاز مرة اخرى في 2018، كانت نصيحه البشير له بلقاء ديبي.. فكانت انجمينا اول محطة خارجية لقوش بغرض التحية والتطمين.
¤ في تقديري كل كارثة تحل بنا سببها الخارجية.. قد لا تصدق عزيزي القارئ ان السودان تعامل باستهتار مع تشاد بذات الحال مع السعودية وبريطانيا وعشرات الدول جراء الفراغ الدبلوماسي في السفارات.. انتهت مدة سفيرنا الهمام الرياضي المعروف عبد العزيز حسن صالح في تشاد نهاية 2020.. تزامنا مع الفترة الغابرة التي بدات فبها قحت (تشليع) الوزارة.
¤ امضى السفير عبد العزيز فترة متميزة عزز التعاون بين البلدين بشكل كبير.. بدليل ان ديبي الاب قلده وساما رفيعا عند وداعه.. لكن ظلت السفارة في انجمينا بلا سفير، عامين كاملين.. الى ان تم ترشيح د. عثمان يونس الذي ودع الرئيس البرهان وفق البرتوكول في اواخر 2022.. والطبيعي ان يشهد حفل راس السنة الجديدة في انجمينا.. لكن (البلد فوضي).. قدم يونس اوراق اعتماده الى الرئيس كاكا في اغسطس 2023.. ولا ادري اين كان وبلادنا وقتها تؤتى من تشاد .. هل عرفتم كيف يدار الملف الدبلوماسي، والمصائب التي تحل بنا بسبب تعرضنا لهزائم متلاحقة في المعركة الدبلوماسية.
¤ بمقدور السودان التواصل مع جنرالات في الجيش التشادي مؤكد غير راضية عن مناصبة كاكا العداء للسودان.. ونقل ثقة البرهان في كاكا.. الذي. لن ينفعه الخليج او غيره، مصلحته مع السودان.. وحال التزم بالفعل بالموعد المضروب للانتخابات في بلاده في اكتوبر المقبل.. سيكون فوزه عسيرا اذا ظل في عداوة مع بلادنا.. نريد من يهمس في اذن كاكا ويقنعه ان مليشيات حميدتي هم الاعداء الحقيقيين لبلاده ونظام حكمه لا الجيش السوداني… وان السودان يمكن ان يتبنى ابراهيم سامي صهر آل ديبي المعارض له لكن الخرطوم على الوفاء بالعهد القديم.
¤ ومهما يكن من امر.. لم يكن الرئيس البرهان محاصرا كما يكذب المتمرد حميدتي وحاشيته.. لكنه محاصر من وزارة الخارجية.