لاتزال العناية الإلهية تحرس أرض السودان وترعى هذا الشعب المسلم المسالم وتُسدِّد خُطى قواته المسلحة وأبنائه البررة الصامدين فى ميادين الكرامة .. فأدعية الصالحين والمشائخ الفضلاء لن تذهب سُدىً أبداً ..!! لقد عاش جميع أهل بلادى مرحلة فارقة وواعدة من مراحل التيه فى تأريخهم الحديث كانت فيه للباطل جولةً لإسكات الحق ووأده وكسر النفس بالفظائع والمجازر والقتل وإستباحة الأعراض ، وإنبرت شُلَّة من أدعياء السياسة تُعلن فى الفضائيات بياناً للناس على غير هدىً كل حينٍ وآن فأغرقت مشروعها السياسى فى مُحيطٍ من الزيف والقذارة والقبح والنفاق وأظهرت تهافتها على موائد اللئام تهافت الفراش على اللهب .. وما برقيتها الموتورة للرئيس الأمريكى المنتخب مباركةً وطلباً للعون والمدد إلاّ خير دليل على ذلك .. فمتى ستُسكت نهيق تلك الأصوات التى لن تجدها فى مواقف العزّ والكرامة سيدى الرئيس ..!!؟ ومتى ستعلن بيان النصر الذى طال إنتظاره ..!!؟
وحتى ذلك الحين أذكركم بهذا الحديث الذى أُرسل لسيادتكم من قبل عام أو بعض عام ونذكركم بمأساة شعبكم المتزايدة والتى لاتحتاج إلى تذكير ، ولكننا نفعل ذلك إبراءًا للذمة ومعذرةً إليه ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة .. *والسلام ..!!
—————————————
ظَلَّتْ يوميات الحرب والأحداث التى تشهدها الساحة السودانية منذ عام فى تطور وإزدياد ولم تتوقف يوماً بل لحظة واحدة من تقديم الأدلة والبراهين على حقيقة ما تتعرض له الدولة السودانية من مخطط إرهابى يرتكز على أهداف واضحة تتمثل فى تدمير البلاد وتشريد أهلها وتهجيرهم قسراً ونهب مدخراتهم ، ونقلها إلى حالة اللادولة .. فمنذ أول طلقة أطلقتها المليشيا الإرهابية على صدر الدولة السودانية قبل إطلاقها على صدور أبطال الحرس الرئاسى ، ومنذ اليوم الأول على تفجير المخطط الإرهابى تبين ما خُطِّطَ له بليل وأُريد ضد السودان وأهله ، فلم يكن الإستهداف الممنهج للبنية الأساسية من مستشفيات وجامعات ومتاحف والدور الثقافية والفكرية والمؤسسات المدنية والإجتماعية والإقتصادية ، ودار الوثائق والمصارف والبنوك ، وإستهداف مراكز الشرطة ومحطات المياه والكهرباء ، وإحتلالهم لمنازل المواطنين وإخراج أهلها منها ونهب حتى ما تبقى فيها من حلومر ورقاق .. كل تلك الأفعال اللا إنسانية من قتلٍ وسلبٍ وإغتصاب لم تكن من قبيل الصدفة ، أو لمساندة الشعب السودانى لتحقيق تطلعاته ورغباته فى الدولة الديمقراطية وغير ذلك من العناوين التى تدعوا للرثاء والشفقة والتى إدَّعتها المليشيا الإرهابية وعَرَّتْ وجوه المنافقين من حلفائها الداعمين لها .. بل كان من باب الخديعة والخيانة وسوء الطَويَّة .. فالعملية الإرهابية التى شهدتها مدينة عطبرة أدخلت المليشيا وسيِّدتها وأعوانها فى ورطة قانونية وأخلاقية وإنسانية حقيقية أمام المجتمع الدولى المنافق الداعم لها بإقامتها الحُجَّة على نفسها .. كما وضعت قيادة الدولة ممثلة فى رئيس وأعضاء مجلس السيادة فى حرج بالغ أمام هذا الشعب الصابر الذى تفرقت به السبل ما بين اللجوء لدول الجوار والنزوح للمدن البعيدة بحثاً عن الأمان بعد أن عجزوا كحكام عن تحقيق متطلبات العيش الكريم والتطلعات والحاجات الملحة والمشروعة وحسم معركة الكرامة بسوء التدبير ، والعجز عن إدراك ما يتهدد السودان من فناءٍ محتمل وتشظى متوقع حسب المعطيات الماثلة للعيان إن لم يَقضوا على المليشيا الإرهابية ويقطعوا سلاسل الإمداد البشرى واللوجستي عنها بالوسائل العسكرية والإعلامية والدبلوماسية والقانونية ، ويُعيدوا بلادنا إلى حالة الدولة التى كادت أن تضيع من بين أيدينا لولا بسالة رجال الجيش والشرطة وهيئة العمليات والشباب المجاهد المؤمن بربه وقضيته ووطنه ممن صدقوا ما عاهدوا عليه ، وضَحّوا بأرواحهم وأوقاتهم ولا يأبهون لمن يُسَفِّه أحلامهم ويبخسهم أشيائهم ويستهدفهم بالمسيرات وهم سجودٌ بين يَدَىَّ ربهم .. فيا سيِّدى البرهان إن خطر ضياع الدولة السودانية وتقسيمها لايزال قائماً إذا طال أمد الصراع وإستمر دون أن تُحسم المعركة بسحق التمرد وكسر عظامه ، وقد لا تقوم لبلادنا قائمة إن إستطاعت المليشيا الإرهابية جَرَّ بلادنا عبر أذرعها السياسية وحلفائها الإقليميين إلى التدخل الدولى من خلال تفعيل مسئولية الحماية عبر الأمم المتحدة تحت الفصل السابع .. فيا سيِّدى البرهان يأيها الرجل الغامض الذى لم نفهمه بعد إن سيادة السودان ومصالحه هما وحدهما من يجب الإصغاء إليهما عندما يمليان عليك ما يجب عليك من مواقف وقرارات ، فقد تطاول أمد الحرب بل ودخلت مرحلة التمدد النوعى بإستهدافها لمدن السودان التى كانت خارج دائرتها بالمسيرات كما حدث بالأمس فى عطبرة ، وتغيَّرت البلاد ومن عليها وأصبح جميع ساكنيها تحت خط البؤس والفقر بعد أن فقدوا الأرواح والأعراض والأموال وفقدوا الأمن والأمان .. أما والحال هكذا فأنت أمام أمرين لا ثالث لهما يا سيِّدى فإمَّا أن تأخذ هذا الأمر بحقه كما يجب وتكسر عُنق المليشيا وتسحقها تحت أقدام و ( بوت ) المقاتلين والمجاهدين لأن القضية أضحت وجودية ، وإمَّا أن تترك بلادنا رهينةً فى أيدى المليشيا وتُسَلِّم أهلها للبيع رقيقاً فى أسواق النخاسة الإقليمية والدولية ، وحرائرها للسبى وإستحلال الفروج بقوة السلاح وكلمة الباطل .. والخيار واضح يا سيِّدى لمن كانت لديه نخوة المعتصم ورجالة ود حبوبة .. أمَّا هذا الشعب الكريم المحتسب الذى صنع التاريخ والأحداث العِظام فلن يُسلم أرضه للغزاة ليُدَّنِسوها بأحذيتهم النجسة ، ولن يُسلم رقبته للذبح إلاَّ فى ميدان القتال والكرامة فداءًا لهذا الوطن العزيز .. فأهل السودان ليسوا بأقل شأناً من البطل الأسكتلندي الأسطورى الباحث عن الحرية والعزة والكرامة وليام والاس الذى قاتل الإنجليز بكل سطوتهم وبطشهم وجبروتهم بحفنة من المقاتلين المؤمنين بقضيتهم فخلدَّه التأريخ رغم أن مقصلة الطغيان أطاحت برأسه فى مذبح الحريَّات الكذوب .
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .
———————————-