وضاح هاشم
عند محاولتي لمعرفة أسباب تمرد قوات الدعم السريع لإيجاد اي تفسير للفظائع والإنتهاكات التي تقوم المليشيا يوميا بإرتكابها بالمدن والقرى لم أجد أي قضية او هدف واضح للمليشيا سوى السلب والنهب وتدمير كل ماتقع عليه اعينها من منازل ومقار حكومية وتجارية.
وفي سبيل ذلك الهدف تروج المليشيا المتمردة لعدة خطابات مستهدفة كل فئة من الشعب السوداني بخطاب معين من اجل التعاطف معها ولغرض التفرقة بين أبناء الوطن الواحد. ففي شمال السودان خطابها سياسي بحت وهو محاربة رموز النظام السابق ولضمان عدم عودتهم عبر الجيش. وفي المدن الكبرى تجند ضعاف النفوس ومعتادي الإجرام بخطابات رد الحقوق من “الجلابة” واصحاب رؤوس الاموال. أما في غرب السودان وشرقه فهي تستخدم خطاب التهميش فتتحدث عن محاربة دولة 56 وإعادة توزيع الثروة.
ولكن يوما بعد يوم يظهر زيف هذه الخطابات إذ رأينا التهجير بالخرطوم الذي لايفرز بين الإسلامي والشيوعي واللاحزبي، ورأينا النهب بقرى الجزيرة التي لا يوجد بها أي “جلابي”، ورأينا القتل بأردمتا ونيالا على اساس عرقي للمواطنين المظلومين من دول 56 حسب زعم المتمردين.