د.زينب السعيد
ولان الله يختار اصفيائه تعز( الشهادة ) الا علي المختار ، ولأن للشهداء سيماء وملامح صفات ومنادح لاينال الشهادة الا من كان ذا عقل راجح…فالعاقل يؤمن ثم يوقن فيرضي ويسلم.. يقبل بعزيمة ولايرضي الهزيمة روحه خفيفه ونفسه اليفه ،حدسه لايخيب، مبذول العاطفة للاخ والصديق، قادر علي التضحية دون بكاء اونحيب!!اولئك هم النجوم الزواهر الذين إذا اصابهم الابتلاء تجلدوا…فتجازوها الي الاجتباء فرنوا الي العلياء …حتي اصبحوا من الاصفياء..والاصطفاء جوزاء وثريات وسندس واستبرق.حواصل طير خضر وفوح مسك وديباج الحرير…
اي صفوة في الخلق اعظم منكم تجار الانفس ورباح البيع وشفاعة للباكين الذين فقدوكم في الدنيا الكذوب اللعوب قصيرة المدى التي لايركن اليها عاقل…
الي كل البواسل الذين وقفوا سدا منيعآ في حالك الظروف دفاعأ عن الوطن والمال والعرض ، فنالتهم سهام الغدر فسالت الجراح دمآ مسكآ وطيبا ولم تنقص من ( القدر)…كونوا في عليائكم بوجوهكم المبتسمة تاريخ يكتب للأجيال، صفحات ناصعة بيضاء تضئ عتمة السنين والايام…
ابشروا يايها الباكون عليهم فقد ختم الاتفاق السماوى بشفاعة سبعين منكم عند اخر زفرة انفاس خرجت من صدره ولم تعود …ايتها النائحات علي الشهداء مالكم حزاني وهم في النعيم يحبرون؟؟ مال دموع الامهات ووجع الاباء يمزق كبد الليل نحيب وآهات…
اظنني وحدى اعرف معني( فقد فلذة الكبد وكلم الحشاشة والتنفس من سم الخياط) لكن هؤلاء الماضون علي العهد البواسل النبلاء لايستحقون سوى تعظيم سلام،،
يستحقون منا القيام وفي حضرتهم اطياف ورؤي يطيب المقام…
دائمأ ماتتشابي النفس واتمني الشهادة واسأل الله ان انالها يومأ فقد عرفت ان من تمني الشهادة صادقأ من قلبه( نالها ولو مات علي فراشه) ..ولكن أين نحن من اولئك الصناديد الفوارس؟ الذين لايخافون الموت يقفون بصدور عارية الا من الايام..لاينظرون الي ابناء أو زوجات أو اهل او متاع بل يتلألا اسم السودان فقط امام اعينهم فيقولون للموت( هلم) في اللسان شهادة وبين الاصبعين زناد…
زاوية قبل الاخيرة…
الي الصناديد من المدنيين الذين حرسوا المال والعرض فحرثوا..حين نالتهم طلقات فترنحوا سكاري من نشوة ريح الجنة …سيكتب التاريخ يومأ عن معناكم رسمأ ووسم..
زاوية اخيرة…
الي شهداء القوات المسلحة الباسلة ….يشبهكم قول القائل في حبكم للاوطان…
رقيب طالما عرف الغراما…وقاسي الوجد وامتنع المناما…
ولاقي في الهوي المآ اليما وهذا الحب اورده الحماما…