الخرطوم : الرواية الأولى – رصد
في الوقت الذي تواصل فيه الجزائر تسليم دعوات المشاركة في القمة العربية المقبلة، تلوح في الأفق مؤشرات مبشرة على أن القمة المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني ستشهد تجاوز “خلافات عربية مزمنة” ظلت تمثل شرخا في الجسد العربي على مدى سنوات.
أحدث هذه المؤشرات تمثلت في زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى قطر الأسبوع الماضي على رأس وفد يضم وزير خارجيته سامح شكري ومدير المخابرات العامة عباس كامل.
ويرى خبراء أن زيارة الرئيس السيسي إلى قطر يوم الثلاثاء الماضي جاءت تأكيدا على المصالحة وتكتسب أهمية قبل القمة العربية.
في هذا الموضوع، قال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عبد العليم محمد، في تصريحات سابقة لـ” سبوتنيك” أن الدوافع لإجراء الزيارة بهذا التوقيت، متعددة، منها أهميتها لمناقشة القمة العربية في الجزائر؛ مؤكدا أن تنسيق المواقف قبل عقد القمة خصوصا فيما يتعلق بقضية ليبيا.
تجدر الإشارة إلى أن المصالحة المصرية – القطرية، جاءت في إطار المصالحة مع قطر في القمة الخليجية بمدينة العلا السعودية، في كانون الثاني/يناير 2021؛ وشهدت حضور أمير قطر بعد سنوات من المقاطعة بين الجانبين.
مؤشر آخر
المؤشر الآخر المبشر هو ترجيح تقارير ومصادر متنوعة مشاركة العاهل المغربي الملك محمد السادس في القمة التي تستضيفها الجزائر الأمر الذي قد يسهم في تجاوز أحد أبرز الخلافات بين بلدين عربيين (الجزائر والمغرب).
فقد كشفت صحيفة “الشرق الأوسط”، قبل أيام أن “العاهل المغربي الملك محمد السادس سيشارك في القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية رفيعة، قولها إن “السلطات المغربية أجرت اتصالات مع دول الخليج لإبلاغها بمشاركة الملك شخصيا في قمة الجزائر العربية”.
وأضافت أن “المغرب عمل بتشجيع من حلفائه الخليجيين على المشاركة على أعلى مستوى في هذا الحدث من أجل ضمان نجاحه”.
ونقلت المجلة عن مصادر “مطلعة للغاية” أنه “بناء على تعليمات من السلطات العليا المغربية، تم إجراء اتصالات مع العديد من دول الخليج: السعودية، قطر، الإمارات، الكويت، البحرين، لإبلاغها بأن الملك محمد السادس سيشارك شخصيا في القمة العربية”.
وكانت آخر قمة عربية حضرها العاهل المغربي الملك محمد السادس، في الجزائر عام 2005.
يذكر أن الجزائر قطعت العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس/ آب الماضي، كما أغلقت لاحقا مجالها الجوي أمام الطيران العسكري والمدني المغربي.
ورأى رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية، محمد بودن، في تصريحات سابقة لـ “سبوتنيك” أن المشاركة الملكية المغربية في القمة العربية المقبلة بالجزائر ستمثل حدثا تاريخيا وتطورا بارزا في البيئة الاستراتيجية للمشهدين العربي والمغاربي، بحكم أن اللقاءات رفيعة المستوى تسمح باتخاذ قرارات استراتيجية.
وتواصل الحكومة الجزائرية توجيه الدعوات الرسمية للدول العربية للمشاركة في القمة المقبلة.
ومن المقرر أن تعقد القمة العربية في الجزائر مطلع نوفمبر، في توقيت تعددت فيه الملفات على الساحتين العربية والدولية، إضافة للأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم وتهدد بتداعيات خطيرة.
• سبوتنك