الرواية الأولى

نروي لتعرف

تقارير

السفير الروسي بالخرطوم : ندعم شرعية السودان ونرفض محاولات تقسيمه

سعادة / اندريه تشير نوفول سفير روسيا لدي السودان

رصد – الرواية الأولى

أكد سعادة السفير الروسي لدى السودان، أندريه تشيرنوفول، في تصريحات خاصة لوسائل إعلام روسية، أن بلاده تتابع التطورات في السودان عن كثب، وتؤكد التزامها بدعم السلطة الشرعية، محذراً من التدخلات الخارجية التي تسعى إلى تقسيم البلاد وزعزعة استقرارها.

نجاحات على الأرض وتحديات ماثلة

قال السفير تشيرنوفول إن السودان شهد في الفترة الأخيرة نجاحات ملموسة على الصعيدين الميداني والسياسي، حيث تمكن الجيش من تحرير مساحات واسعة في وسط البلاد، في وقتٍ بدأت فيه أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين بالعودة إلى مناطقهم، بينهم أكثر من 800 ألف عادوا إلى الخرطوم وحدها.

وأوضح أن تشكيل الحكومة المدنية برئاسة الدكتور كامل إدريس يمثل خطوة مهمة لمعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة، معرباً عن أمله في أن يقود ذلك إلى حوار وطني شامل يضم كافة القوى السياسية الوطنية.

مؤامرات خارجية وحكومة موازية

وحذر السفير الروسي من أن “أنصار استمرار الصراع المسلح لا يتوقفون عن محاولاتهم لتقويض الوحدة بين الجيش والشعب”، مشيراً إلى ما وصفه بمحاولة تشكيل “حكومة تأسيس” في نيالا بدعم خارجي، واعتبرها خطوة لإقامة كيان موازٍ أو دويلة في غرب السودان.

وأضاف: “هذا الوضع قد يجذب الإرهابيين والمرتزقة من مختلف أنحاء المنطقة، وهو ما يشكل تهديداً ليس فقط للسودان بل ولأمن الدول المجاورة”.

الغرب واستراتيجية “الخيار الزائف”

وفي معرض رده على سؤال حول الأطراف التي تقف وراء الأزمة، أشار تشيرنوفول إلى أن التدخلات الغربية ما زالت حاضرة، مستشهداً بمقال للسفيرة البريطانية السابقة روز ماري مارسدن التي اعتبرها “تجسيداً للأطماع الاستعمارية القديمة”.

وقال: “الاستراتيجية الغربية واضحة: تسليم السلطة إلى ثلة من العملاء، وإعادة إنتاج سيناريوهات على شاكلة فولكر بيرتس، لإضعاف سيادة السودان وإدخاله في لعبة جيوسياسية تستهدف منع النفوذ الروسي والصيني والإيراني”.

وأضاف أن الغرب يستخدم أسلوب “الشرطي الطيب والشرطي السيئ” في التعامل مع الأزمة السودانية، من خلال إدانة جرائم قوات الدعم السريع من جهة، والإبقاء على قنوات اتصال مع المتمردين بدعوى “المساعدات الإنسانية”، مشيراً إلى أن الهدف النهائي هو تقويض شرعية الحكومة السودانية.

خريطة الطريق السودانية

وحول المبادرات الدولية لتسوية الأزمة، شدد السفير الروسي على أن “خارطة الطريق الوحيدة الواقعية هي التي قدمها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى الأمين العام للأمم المتحدة”، والتي لاقت تأييد المبعوث الأممي رمطان لعمامرة.

وأضاف أن المرحلة الأولى من الخطة – تشكيل حكومة مدنية – قد اكتملت بالفعل، وأن السودان يتجه الآن نحو الحوار الوطني تمهيداً للانتخابات. وانتقد بشدة البيان الأخير لما يُعرف بالرباعية الدولية، معتبراً أنه يسعى للعودة بالوضع إلى ما قبل 2023 وإقصاء اتفاق جوبا للسلام، قائلاً: “هل المطلوب إلغاء خارطة الطريق الشرعية وإعادة عبد الله حمدوك إلى السلطة بلا انتخابات؟”.

علاقات راسخة بين موسكو والخرطوم

وفي ختام تصريحاته، شدد السفير الروسي على متانة العلاقات بين بلاده والسودان، قائلاً: “رغم الصعوبات، فإن التنسيق السياسي بين موسكو والخرطوم يتزايد باستمرار، وهناك توافق في معظم القضايا الدولية”.

وأشار إلى أن القمة الروسية – العربية المقررة في أكتوبر المقبل بموسكو ستمنح دفعة جديدة للشراكة بين البلدين، مؤكداً أن قطاع الأعمال الروسي منفتح على المشاركة في إعادة إعمار السودان، وأن هناك مشاريع مشتركة في مجالات الحبوب، الغذاء، وإعادة تأهيل البنى التحتية المدمرة

اترك رد

error: Content is protected !!