د. نهلة صالح إسماعيل
إعتمدت العراق في حربها ضد امريكا ٢٠٠٣ على الإعلام والترويج بقوتها وعتادها ضد الدولة العظمى امريكا، وإعتمدت العراق في شن حربها النفسية على العدو على وزير الإعلام العراقي والإعلامي الحربي محمد سعيد الصحاف الذي ابلى بلاءا حسنا وقام بالدور المشهود في تلك الحرب الإعلامية النفسية.
عادة في جل الحروب يعتمد الغزاة والمحاربين او المستعمر الغازي على الترويع والتخويف كنوع من الحرب النفسية علي الجيش والمواطنين، ذلك لما للإنهيار النفسي دورا كبيرا يستخدمه العدو لصالحه. ويعتمد العدو على نشر الإشاعات وما يصاحبها من اخبار لترهيب وتخويف المواطنين وترويعهم بقصد زرع فكرة الخوف والهلع في نفوس المواطنين، إذ ان للخواف والهلع والقلق مآلاته النفسية الخطيرة على الإنسان وتفكيره وسلوكه. عادة ما يبدأ الخوف او الهلع بفكرة او بموقف او كلمات تؤثر في النفس والعقل مما يؤثر على إفراز الهرمونات ومجراها الطبيعي الأمر الذي يترتب عليه سلوك غير طبيعي وتفكير غير منطقي .
ومن ثم تبدا فكرة الخوف تنمو مع زيادة في الخيالات الغير منطقية وغير مبررة نتيجة للإثارة الداخلية والعمليات البيولوجية والكيميائية التي تتاثر بالحواس والإثارة الخارجية، وتعمل الميديا المضادة على ذلك من خلال إستغلال الحواس الخمس وتستغل حاستي السمع والبصر المتكررة لترسيخ الفكرة في العقل الواعي والعقل الباطن، وفكرة الخوف من شئ معين .
وتعتمد الفكرة على تهيئة الإنسان وذلك من خلال إرهابه وقمعه وقهره بكل الوسائل لإدخال وزرع معلومة وفكرة وهى (الخوف) فيتشتت التفكير والمنطق تبعا للخوف. وعليه ومن الضروري ان يكون هناك إعلام مضاد للاشاعة الكاذبة المضللة حتى لا يفقد المواطن السيطرة على تفكيره وسلوكه. جميعنا نتوق وننتظر نصر القوات السودانية المسلحة ولكن قبل ذلك نتنمى أن يكون المواطن بخير وصحة نفسية مناسبة تمكنه من إستيعاب النصر .