اسامة عبدالماجد
¤ يكاد يكون لقاء القوات المسلحة ، بقيادة مليشيا الدعم السريع اصبح أمرًا واقعاً.. بعد تدخل واشنطن، وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد أعلن أن جهوداً متواصلة أسهمت في عقد لقاء بين الرئيس البرهان والباغي الشقي حميدتي.. ويدور على نطاق ضيق ان لقاء جمعهما في جيبوتي إبان انعقاد قمة (إيغاد) الاخيرة.. قبل لقاء متوقع الخميس المقبل بجيبوتي او كمبالا.. وكان المامول وصول حميدتي الى مدينة جوبا اليوم الا ان مشاورات داخل القوات المسلحة قد تؤجل لقاء نهاية الاسبوع.. لكن هناك خمسة محاذير على الرئيس البرهان تجنبها حتى لا يقع في المحظور !!.
¤ اولى المحاذير: يجب على الرئيس البرهان ان ينتبه إلى ان المليشيا قد تشترط عليه قبل اللقاء ان يعتمر طاقية القوات المسلحة فقط.. تريد بذلك تجريده من شرعيته السياسية، واضعافه وحصر الامر بينها والقوات المسلحة لا الدولة ومؤسساتها.. وهي لهجة قديمة حيث سبق لياسر عرمان في حوار صحفي التعليق على مشاركة البرهان في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر الماضي .. قال: (ان البرهان يمثل القوات المسلحة بوصفه قائداً للجيش، ولا يمثل السودان).. وبالتالي لو استجاب
ورضخ لأي اشتراطات مبكرة وعالية السقوفات ستضر بالموقف الرسمي بشكل عام.. وتكون تلك بداية النهايه السياسية له.. لأن واحدة من مكامن قوته انه الرجل الاول في الدولة وهو الرئيس الشرعي امام المجتمع الدولي .. ولا ننسى ان المليشيا لديها سابق تجربة في هذا الصدد عندما حققت هدفها بابعاد السفير عمر صديق من الوفد الحكومي وحصره في صفة المراقب في منبر جدة.
¤ ثاني المحاذير: اي تساهل للبرهان في التنازل عن ماتم الاتفاق حوله في مايو الماضي بمنبر جدة
بالخروج من منازل المواطنين والمقار الحكومية ، على راسها المستشفيات والمعنية بالمياة والكهرباء
سيعقد موقف القوات المسلحة عسكريا ويساهم في إطالة امد الحرب وتقدم المليشيا.. وهى كانت قد هدفت من احتلال المنازل الى فرض واقع خطير ومهدد للدولة السودانية يتمثل في تغيير الواقع الديمغرافي، بجعل المنازل بيئة طاردة للسكان.
¤ ثالث المحاذير: على الرئيس البرهان الانتباة ان المليشيا قد تستجيب للضغوط الدولية وتغادر منازل المواطنين.. لكن ستلجأ الى حيلة اخرى تنطوي على خبث ودناءة معهودة في حميدتي ومليشياته وهى انشاء ارتكازات في الشوارع .. والتي من الممكن ان تكون بجوار الثكنات العسكرية وعند مداخل الجسور في العاصمة.. وهو منحى شديد الخطورة.
¤ رابع المحاذير: ستسعى المليشيا بكل ما اوتيت من قوة وجهد إلى فتح مسار ثالث ذو طابع سياسي إلى جانب مساري منبر جدة (الترتيبات الامنية والملف الانساني والاغاثي والذي يهدف لمرور المساعدات الانسانية).. وهذا ما تخطط له المليشيا وكشف عنه مستشارها فارس النور في بيان استقالته أمس.. قال: ( إن أهداف وفد التفاوض الرئيسية كانت تتمثل في التوصل إلى اتفاق يُسكت صوت الرصاص فوراً.. يعقبه بداية الحوار السياسي بين السودانيين للحل الشامل وتكوين حكومة مدنية، إضافة إلى الاتفاق على تأسيس جيش مهني قومي واحد يحمي الدستور ويحفظ حدود الوطن).. وذات ماذهب اليه عرمان حين دعا لوقف إطلاق النار ، وفتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات، والتوجه بمشاركة واسعة من المدنيين الراغبين في التغيير لمخاطبة جذور الأزمة) حسب زعمه
¤ خامس المحاذير: سيكون الرئيس البرهان في مأمن حال مضى في أي تقارب مع قيادة المليشيا، بعلم اركان حربه من قيادات الجيش ونائبه بمجلس السيادة مالك عقار.. بالمقابل اي محاولة للبرهان لاخفاء مايدور بينه والمليشيا عن معاونيه سيؤثر على موقفه داخل المؤسسة العسكرية.. ويجعله عرضه للاطاحة بطريقة عنيفة ، او اجباره على التنحي.. سيما وان الشكوك تساور كثيرين حول احداث ود مدني وعدم رغبة قيادة الجيش تسليح المستنفرين والاحجام عن دعم المقاومة الشعبية.