اسامة عبدالماجد
¤ أولاً: من داخل قاعدة فلامنجو وهي من اكبر القواعد البحرية العسكرية وتقع شمال مدينة بورتسودان وضع القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان النقاط على الحروف.. انه لا تفاوض مع مليشيا الدعم السريع.. وبذلك بدد المخاوف بشان احتمال التوصل معها لاتفاق.. وقد سرت شائعة قوية تزامنت مع خروج البرهان من القيادة العامة بالاعلان عن توجهه الى مدينة جدة السعودية لتوقيع اتفاق مع المجموعة المارقة المنفذة لانقلاب 15 ابريل.
¤ ثانياً: لم يتوقف البرهان عند محطة (عدم التفاوض)، بل وجة انتقادات شديدة اللهجة للمتمردين عندما قال (مابشبهوا السودانيين).. وحتى لا يفسر خطابه بالعنصري اكد ان ماتقوم به هذة المجموعات لايشبة السودانيين ولا اخلاقهم.. واشار الى ان اهل دارفور خاصة واهل السودان في كل مكان معلوم عنهم الشجاعة والشهامة والكرم وانهم مؤتمنين على الجيش والشعب وان المتمردين لايشبهوا اهلنا في السودان
¤ ثالثاً: الخطاب جاء في توقيت مناسب، وكان المواطن احوج مايكون لمعرفة مايدور بخلده.. ومؤكد ان البرهان يدرك ذلك وقد ادخر حديثة المهم اليوم الى هذا التوقيت.. وكان بالامكان ان يدلي بهذة التصريحات المهمة للغاية.. لحظة مغادرته القيادة العامة، او عقب وصوله مدينة عطبرة.. وهذا يدل على ذكاء منه لا سيما في ظل الوجود الدبلوماسي الكثيف في بورتسودان.. كما ان قاعدة فلامنجو مخصصة لتأمين الجانب الشرقي السوداني من البحر الاحمر
¤ رابعاً: من المسائل المهمة التي تناولها البرهان وتستحق وقفة.. هو كشفه لحقائق مهمة حول عملية خروجه من القيادة العامة بالخرطوم.. قال: ( مافي زول قدم لي مساعدة ، مرقت بواسطة الجيش ومامرقت بصفقة او اتفاق .. مرقت عبر عملية عسكرية مرتبة بمشاركة كل الوحدات).. وان الخروج تم بعمل فدائي بدليل تقديم الجيش لاثنين من الشهداء.. وكان دقيقا في عباراته (مابنتفق مع الخونة).. في اشاره الى الشائعات التي تم الترويج لها انه خرج باتفاق مع المليشيا واخرين روجوا الى ان الخطوة باتفاق وكانما جهات خارجية تدخلت.. البرهان كان حاسما ان من يروج لتلك الاكاذيب (موهوم في راسو).
خامساً: بشان عملية خروجه وجه البرهان انتقاد حاد لرئيس حزب الامة القومي فضل الله برمة ناصر.. وان لم يذكر اسمه صراحة .. عندما كرر للمرة الثانية في ختام خطابة طريقة الخروج من القيادة .. قال ( في ناس مغشوشين قالوا خرجنا بصفقة ونحترم اعمامنا قادة سابقين لكن اصابهم الخرف).. ووصف من يروجون لتلك الاحاديث بالكذابين.. وكان ناصر الذي يحمل رتبة لواء متقاعد ويبلغ من العمر (84) عاما ، ذكر ان البرهان خرج بصفقة.
سادساً: اودع قائد الجيش رسالة تقدير في بريد الاسلاميين .. قال (نحترم الناس البقاتلوا معانا) .. وربما لاول مرة يتحرر من عقدة الحديث عنهم.. وتم ذلك بطريقة فيها كثير من المقبولية والمنطق.. وبرأهم من اتهامات التغلغل وسط الجيش.. قال: (ان الحرب بدأت بكذبة ان الجيش فلول) وسخر من هذة المقولة الماسخة .. واشار الى القوات (هل هنا في كيزان دا جيش اغبش جيش مقاتل).. ويبدو ان البرهان اصبح لا يؤمن بالمقولة الاقصائية (عدا المؤتمر الوطني).. وقد خص قائد شباب الاسلاميين المشاركين بجبهات القتال المصباح طلحة بالزيارة بمستشفى عطبرة
حيث يخضع للعلاج جراء اصابته في العمليات.
¤ سابعاً: ارسل البرهان رسالة مهمة للخارج في جزئيتين .. الاولي دلالة على العزة من خلال اباشارة الى ان القوات المسلحة تقاتل لوحدها دون اي ظهير ومعها السودانيين، وانهم يفتخرون بذلك .. وفي الثانية ان المليشيا تقاتل بمعاونة مرتزقة وذكر ذلك عدة مرات في كلمته.. ولم يكن في حاجة الى التذكير ان المليشيا تتلقى دعما من الخارج.. وقد كفاه نائبه الفريق اول شمس الدين كباشي ومساعده الفريق اول ياسر العطا تكرار هذا الحديث.
¤ ثامناً: قطع البرهان بعدم التفاوض مع المليشيا.. وقال ان وقتنا كرسناه للحرب حتى الانتهاء من التمرد.. واضاف (لا اتفاق مع اي جهة خانت الشعب) .. وبالتالي الشعار المرفوع (سحق التمرد).. وهذا رد قوى للقحاتة ولدعاة لا للحرب.. وكذلك بمثابة رد لامثال ياسر عرمان الذي ناشد البرهان باستثمار خروجه من القيادة العامة بايقاف الحرب والتوقيع على السلام.
¤ تاسعاً: كشف البرهان عن الموقف للعمليات العسكرية الراهنة من خلال معلومات على شاكلة (المليشيا قربت تنتهي وروحهم مرقت)و (النهاية حاسمة) و(سنقاتل) – رددها عدة مرات – و(لما نكمل البلد دي بخيتة وسعيدة عليهم).. وبذلك اوصد القائد العام للجيش الباب امام اي تاويلات عن تقدم للمليشيا.
¤ عاشراً: بدأ القائد العام للجيش واثقا وهادئا جدا منذ لحظة مغادرته القيادة العامة وحتى خطابه العفوي اليوم.. وكان متوازنا في حديثه ولم يبد عليه اي انفعال.. وفي هذا مؤشر الى ان الاوضاع مطمئنة وان الامور تسير على مايرام.. ولم تعد المليشيا تشكل اي مخاطر عسكرية او أمنية وبشر بدحر التمرد. ¤ احد عشر: لا يختلف اثنان ان مرحلة مابعد الحرب ليست مثل سابقتها.. وقد ارسل البرهان رسالة شديدة اللهجة الى اعداء القوات المسلحة من انصار المليشيا بتاكيدة ان الحرب ستنتهي بانتصار القوات المسلحة .. وانه سيكون لهم كلام بعد الحرب.. وهذا دلالة على ان الجيش سيكون حاضرا وبقوة بعد الحرب وسيكون الفاعل الرئيسي.. بعيدا عن خزعبلات (الجيش للثكنات). ¤ أثنا عشر: مواساة البرهان للشعب السوداني الذي تضرر من جرائم المليشيا كانت مهمة.. اقل مايحتاج اليه المواطن الان في محنته.. لكن يجب ان لا يغفل الرئيس في المرة القادمة ما اعلنه ياسر العطا في وقت سابق ان القوات المسلحة ستقوم بتعويض المتضررين من اموال قائد المليشيا حميدتي.