قناة الزرقاء

قناة الزرقاء
خارج الإطار / بخاري بشير

الإذاعة.. معركة سيخلدها التأريخ!

بخاري بشير

كان تحرير الإذاعة القومية هي ساعة (اكتمال النصر)، النصر المؤزر على مرتزقة الجنجويد صباح اليوم الثاني من رمضان، نصرا عزيزا قدمه أوفياء القوات المسلحة والقوات الأخرى المشاركة في حرب الكرامة من جهاز المخابرات والشرطة والمستنفرين، قدموه هدية غالية للشعب السوداني الصامد الذي صبر على أذى شذاذ الآفاق القادمين من صحراء افريقيا لمدة عام كامل.


جاؤوا ليغيروا هوية السودان، ويهجروا اهله، ويفقروهم بالنهب والتدمير و السرقة، والقتل والاغتصاب، جرائم ما عهدها السودانيون من قبل، مارسها هؤلاء المرتزقة الذي لا يوقفهم دين أو ضمير.
لكن إرادة الله كانت غلابة، علي الظلم، فقد ابطل أبطال القوات المسلحة الباسلة، بقيادتها وأفرادها هذا المخطط اللئيم، ووقفوا في وجهه سدا منيعا يحمي الأرض ويصون العرض.
أراد اوغاد الصحراء، أن يسكتوا صوت الامة، ويفصلوها عن ذاكرتها القومية، احتلوا الاذاعة، بعد أن خانوا العهد، وهم للعهود خائنون، ائتمنوا عليها كما ائتمنوا من قبلها على كثير من المواقع القصر والإذاعة ومركز الاستخبارات، والقيادة وعديد المواقع الإستراتيجية، خانوا أمانتها واعتقلوا زملاءهم في الجيش والأمن في عملية خسيسة لم يشهدها السودانيون من قبل.. وما كان لهؤلاء الأوباش ان يحتلوا موقعا واحدا اذا كانت المواجهة فيه صريحة، والقتال مباشر.


حرر فرسان الجيش بمتحركاتهم القتالية حوش الإذاعة والتلفزيون، وحاصروا المليشيا المارقة كأفضل ما يكون الحصار، وعندما ضاقت عليها الأرض بما رحبت، فرت كما تفر الجررذان فتصيدهم البواسل، كما يتصيد كاسر الطير طريدته، لم يخرجوا من الإذاعة الا إلى حتفهم، وبئس الورد المورود، وقد سطر الابطال في مجموعات العمل الخاص والمتحركات قصص فريدة وكتبوا اروع أمثلة للقتال في معركة تعتبر هي الفيصل، بحسابات العسكريين كما هي بداية مرحلة جديدة من الانتصارات.


تعتبر منطقة الإذاعة آخر موقع حصين للتمرد، استغلها في تشوين مجموعاته،، وكانت نقطة وصل بين أطرافه في أقصى الغرب، وصولا لمجموعات شرق النيل في بحري والخرطوم .. وبفقده لهذا الموقع انقطعت خطوط امداده بكل الاتجاهات.


هنيئا لابطال القوات المسلحة بهذا النصر الفريد، الذي سيكون له ما بعده، فقد أثبتوا أنهم خريجي عرين الابطال ومصنع الرجال (الكلية الحربية)_ كانت معركة الإذاعة فريدة من نوعها تخطيطا وتنفيذا وستكون درسا نادرا في كليات الحرب، تكشف عن صلابة الجندي السوداني وتفرد قيادته، معركة الاذاعة اثبتت أن الجيش السوداني يعد من افضل الجيوش في المنطقة وهو يقدم هذه الدروس المجانية في فنون قتال المدن.. القائد إبراهيم حسين ورفاقه سطروا أسماءهم بأحرف من نور، في هذه المعركة الشرسة، فهنيئا للجيش بهم، وهنيئا لاهل السودان بجيشهم.


العويل والبكاء، والمآتم لا حصر لها في سرادق (الميديا)، كثيرون هم من تلقوا العزاء، يتباكون على الهزيمة ويتجرعون مرها، وكم تجرع الشعب السوداني من كؤوسهم الدخيلة عليه.. والأغرب أن البكاء يحرره أهل الوجعة من أوباش الجناح السياسي للمليشيا ، من مجموعات قحت المركزي، أو تقدم الذين بدأ بعضهم في تحسس موقعه، وهم يهمون بالقفز من مركب التمرد الغارق، وقد افل نجمه بتحرير الإذاعة .. وقد نرى في قريب الايام القادمة كثيرين سيحتالون بخلق مواقف جديدة، تمهيدا للانسحاب، لكن الشعب السوداني قد وعي الدرس، ولن يسمح بتسلق عميل أو خائن على ظهره من جديد.

اترك رد

error: Content is protected !!