ادعو مؤسسات الدولة ومنظماتها ، و ادعو الضمير الانساني وادعو اهل الرأى العام والبصيرة إلى ممارسة فضيلة (التذكر) ، خاصة أن الجرح لم يندمل واحصاء المقبورين احياء لم يكتمل ، إنها مجزرة ومذبحة اردمتا ، غرب الجنينة..
فى مثل هذا اليوم من العام 2023م ، وبعد أن استباحت مليشيا الدعم السريع مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور ، بدات فى تصفيات عرقية وتهجير منهجي وابادة موثقة وقتل بلا رحمة ، ومن ذلك قتل ما لا يقل عن 5 ألف مواطن ، دفن 2.5 ألف فى مقابر جماعية وبعضهم أحياء..
روايات شهود العيان مؤلمة ومؤثرة ، قتل الاباء وذبح الأطفال وبغرت بطون الحوامل ، مع تلذذ الجناة بأفعالهم ، وصيحات النشوة بقتل الابرياء العُزل وتوثيق ذلك بهواتفهم ، إنها مأساة العصر بلا جدال ، فإن حاول العالم طى صفحاتها ، فلن تنسى ولا ينبغي لنا أن ننساها ، وثقوا لذلك الحدث ، واعيدوا روايات الشهود ووثائق الحدث ، وللأسف ، وبعد شهرين من تلك المجرزة كانت بعض القوى السياسية والمدنية تجتمع بقائد المليشيا فى اديس ابابا للحديث عن المسار السياسي فوق الدماء والاشلاء والمأساة.. هذا خطل المواقف وغيبوبة الراي وبؤس المنطلق.
ذات العالم الكذوب يدعو لفتح مسار ومعبر ادري ، والشاحنات بلا شك تدوس على اشلاء الضحايا الممزقة ، فقد كان فى انحاء الجنينة اكوام من الجثث..
الخارجية السودانية اصدرت بيانا بالأمس عن انتهاكات المليشيا فى الجزيرة وضرورة تصنيفها منظمة ارهابية ، وعلى الخارجية أن تربط كل جرائم وانتهاكات مليشيا الدعم السريع وداعميها فى سياق بياناتها حتى لا يتغافل العالم عن ذلك الحدث وغيره والقفز فوق جثث الضحايا الممزقة.. تحدثوا عن اردمتا وعن الجنينة وعن الفاشر وعن ود النورة والهلالية والسريحة وازرق وجلنقى وهبيلا ، واجعلوا لكل جريمة منصة ومنبر وشواهد..
تقبل الله الشهداء وشفا الجرحى ورد المفقودين..
وحسبنا الله ونعم الوكيل..
8 نوفمبر 2024م