الفاتح شبو
لا أدري لماذا لا توافق الدولة علي إعلان التعبئة العامة وإستنفار قوات الاحتياط التي يمكن أن نعرفها بأنها اي قوي شعبية تقبل الإنخراط في أي من أعمال العمليات الحربية وقادرة علي تنفيذ ايآ من احتياجاتها بمختلف تنوعها ( من قتال أو توجيه معنوي أو تشوين أو مهام ادارية أو خلافه من مهام احتياجات العمليات الحربية المتعددة ) لإسناد عمليات القوات المسلحة في عملية الكرامة .لماذا تتشدد القوات المسلحة في خوض غمار معركتها بمفردها دون الاستعانة بالآخرين من ابناء الوطن .إن مشاركة المواطنين المنظمة وقوات الإحتياط في العمليات الحربية المعقدة بحكم الجغرافيا وطبيعة العدو وتنوع العمليات الضرورية يفترض ان يكون جزء من الترتيبات والخطط العملياتية لخوض المعارك ، إذ ان تلك المشاركة تلعب دورآ محوريآ مساندآ للقوات المسلحة وتقوم ببعض المهام التي تحتاج الي كثير من المرونة وتجاوز القواعد النظامية للعمليات ، فالقوات العسكرية تحكمها الكثير من النظم والقيود والقواعد التي تحكم ترتيباتها النظامية ولا تتيح لها اي تقديرات او تجاوزات لما تنظمه تلك القواعد ، الامر الذي تتعامل معه قوات الإحتياط بكثير من المرونة الزائدة وهنا عندما نتكلم عن قوات الاحتياط لا نتكلم عن قوات توفر الكادر البشري فقط وإنما تؤدي مهام نوعية توكل لها قيادة العمليات بتنفيذها وتكون لها المساحة الكافية والمرونة العملياتية التي تنفذ بها مهامها سواء قتالية او ادارية او معنوية او معلوماتية دون ان تحكمها القواعد العملياتية الصارمة .لا أدري لماذا لا تشرع القوات المسلحة في إعلان التعبئة العامة ؟ هل لأنه لا تريد ان تترك انطباعآ انها لم تستطع حسم المعركة بمفردها وبقواتها ومؤسساتها ؟ فتعتقد ان ذلك يلحق بها صفة التقصير وعدم القدرة ؟ لا والف لا وكلا والف كلا بل ( كما اسلفت ) فإن لقوات الإحتياط دورآ لايمكن ان تتمكن القوات المسلحة القيام به بالمرونة التي تقوم بها قوات الإحتياط ، وتوفر لها التعبئة إضافات مقدرة تجعل قدراتها العملياتية اكثر نفاذآ .إن الاستعانة بقوات الإحتياط يمكنها من إستجلاب العديد من الكوادر المتميزة في مهام متعددة تكمل وتساهم في تطوير الموجود عند القوات المسلحة في مختلف الجوانب التي فصلناها سابقآ .نقول ان من حق المواطن الدفاع عن ارضه وعرضه وممتلكاته وشرفه ويجب علي الدولة أن تسخر له كل الامكانيات المتاحة في سبيل ذلك ، من تسليح ومهام وواجبات ، فالوطن للجميع ومسؤلية الحفاظ عليه هي مسؤلية الجميع خاصة وهو يواجه تهديدآ وجوديآ ..إعلنوا التعبئة العامة فعشرات الالآف في إنتظار النداء تواقون لنصر مؤزر او فوز بشهادة عزيزة .
٢٠٢٣/٦/٢٣