غنَّوْا لها كثيرا
غنَّوْا لها كثيرا
و هدهدوا بأُحجياتِ الشُّهبِ فرشَها الوثيرا
تعهَّدوا الخُطى فى مشيها برشةِ النَّدى
و نثَّروا على طريقها الزهورا
لم يتركوا لدمعة ٍ عصيَّة ِ
أن تستبيحَ خدَّها الحريرا
لم يسمحوا لكلمة ٍ جارحة ٍ أن تعبرَ الآذانَ منها
أن تخدشَ البراءةَ العبيرا
فصمتُها الحرونُ حكمةٌ
و غفوةُ القذى في عينِها مواعدُ الأحلامْ
و حاسراتُ الطينِ ما رأى الزمانُ مثلَها قصورا
غنَّوا لها كثيرا
أغلَوا لها فى النَّاس مهرَها
ففاقَ في جِفانِهِ المهورا
صاغوا لها الشَّذَى قِلادةً
و أسرجوا على جدارِها البدورا
وحين أطبقَ الظلامُ فجأةً سدولَه
وجاستِ الذئابُ في أزقَّةِ الأسى
و صادرَ التَتارُ وجهَهَا النضيرا
وحينما تلصَّصت فواغمُ الغناءِ فى الدروبْ
و أغمضت شواردُ النجومِ أعينَ السَّنا
و وَلْوَلَت على مهاربِ المدينةِ العَيَاءْ
مدامعُ النِّساءْ
كادت تغيبُ في عواصفِ الزَّمانْ
حكايةُ المدينةِ الأسطورة
حكايةُ ام درمانْ
لكنَّما كتائبُ الشُّجعانْ
أقسَمَت بأن تُعيدَ للقمر
ساحلَه المُنيرا
و تستردَّ للحقولِ موسمَ الهديلِ
ضاحكاً قريرا
و تستعيدَ عنوةً صحائفَ الضياءْ
ْأقسمَ الفِتيانُ للسمراءْ
أن يكتبوا على جباهِ الخيلِ فجرَها الأثيرا
و ينتقوا لنظرةِ الخلودِ في عيونِها
ميلادَها الجديد..
ميلادَها الفخورا
خالد فتح الرَّحمن
السَّبت ١٧ فبراير ٢٠٢٤