هل ستتحول بلادنا التى كانت رائدة التحرر لشعوب أفريقيا من الإستعمار الأوروبى البغيض من دولة لها مكانتها وحظوتها وتأثيرها فى محيطها الإقليمى والدولى إلى دولة فاشلة تحكمها عصابات ولصوص الصحراء وضباعها الجائعة التى لم تتورع عن نهش الدولة السودانية ، ولاهم لها سوى نهب الثروات ونشر الفساد وأن تكون لها الكلمة الفصل فى شؤون أهل بلادى بما تتميز به من لصوصية وإنعدام الوازع الدينى والإخلاقى والإنساني ، وبما تملكه من قوة مدججة بالأسلحة والعتاد وجاهلة وباطشة ..!!؟
وهل هنالك مُسوِّغ لمنطق التمادى والإستغفال والتحامل من النُخب السودانية ومن الحُكّام بعد كُلُّ هذا الخراب والدمار الذِّى أحدثه الباغى الشقى وجُنده الذى يسعى ليكون الفراغ العريض وما يُحدثه من تهديد للأمن والإستقرار هو البديل الأوحد تمهيداً للتغيير الديموغرافى والإحلال والإبدال !!؟
وهل سيستمر العقلاء من أهل بلادى فى ممارسة فضيلة الصمت المعيب ضد الخطاب القبلى المقيت الذِّى سَوَّد صفحات التواصل الإجتماعى قبل حرب التتار الفُجَّار للدرجة التى أصبحت معها السلطات التنفيذية عاجزة عن حماية الأراضى الحكومية من التَعَدِيَّات ، وعجزها عن محاربة التسول والمتسولين وتشكيلاتهم المنظمة وهم القادمون من دول الغرب الأفريقى فى غالبهم الأعم ، وعجزها عن تسيير الحملات ضد أوكار الجريمة فى أماكن الهشاشة الأمنية وصناعة الخمور البلدية فضلاً عن عجزها فى التعامل القانونى الحازم مع كافة أشكال الوجود الأجنبى ..!!؟
وهل ستتمكن الشرطة السودانية بما لديها من إرث كبير وتاريخ مُشَرِّف وخبرة مائة عام فى العمل الجنائى والوقائى والأمني فى التعامل مع التشكيلات الإجرامية التى عُرِفَتْ بتسعة طويلة لاسيما بعد تجنيدها لصالح المليشيا المتمردة ، وحملها السلاح لتقاتل إلى جوارها حيث شَكَّلَت تلك العصابات حاضنة شعبية للذئاب الوافدة من مجاهل أفريقيا وعمق الصحراء التى وجدت بُغيتها فى بيوت الأُسَرْ السودانية المنكوبة التى فرَّت من جحيم الحرب وتوزعت بين القُرى والحضر تُنشِد السلامة والأمان ..!!؟
وهل إستبَدَّ اليأس بالناس رغم الدعم الكامل والثِقة المُطلقة فى إبرة القوات المُسلحة وهم يعيشون الواقع المأزوم الذى أفرزته الحرب اللعينة ، ويرون أمراء الحرب رأى العين وهم يتجولون فى عاصمتنا بكل وقاحة وصفاقة وجُرأة ويُنعِمون على قائدهم الهالك برتبة المشير فى برزخه .. ليتزاحموا بالمناكب على مكاتب الجوازات ومنافذ الخروج ليتركوا البلاد لذئاب الصحراء ..!!؟
إنها ليست مجرد أسئلة تحتاج لإجابة ، بل وجعاً مُقيماً بدواخلنا مادامت المليشيا تُقيم بمنازلنا ..!! فبورك فى أهل بلادى وهم يُسجلون إعتزازهم بسودانهم ويفخرون ويتشرفون بالإنتماء إليه ، ويؤمنون بوحدة أرضه وشعبه وقُدرته على التعافى ، فلم ييأسوا لما أصابه ، وقطعاً لن ينالوا منه قولاً أو مسلكاً ، ولن يُفَرِّطوا فيه سفاهةً وجهلاً ، ولن يَتَخِذوه سِخريَّاً .. !!ويؤمنون ويوقنون أنه ليس أحَنَّ عليهم منه ليبحثوا عن وطنٍ بديل يُهاجروا إليه ، فما من بلدٍ من جيرانهم الأقربون وأصدقائهم الأبعدون إلاَّ وله مشكلاته ومشاغله وعوائقه وأزماته ..!!
حفظ الله بلادنا وأهلها من كُلِّ سوء .