الرواية الأولى

نروي لتعرف

نحو الغد / عبدالله حميدة

وثائق ثقافية(١) المبارك ابراهيم..الاديب المظلوم.

عبدالله حميدة


قليل من الذين وُلِدوا في العقود الخمسة الماضية يعرفون شيئا عن المبارك إبراهيم لاسباب كثيرة من بينها العامل الزمني الذي باعد بينهم وبين ايام الرجل ، إلي جانب ضعف اهتمام الجيل المذكور بعموم القضايا الثقافية ، ثم هناك إهمال العارفين (من الكتاب وقادة الرأي والإعلاميين الوطنيين ) لبعض رموزنا الرائدة في المجال العام وعدم التنويه بآثارهم ونتاجهم الثقافي ، لاندري اعن قصد ؟ ام لغفلة ؟ ام ماذا ؟
وكثير من الذين سمعوا بالمبارك ، لاتتجاوز معرفتهم به سوي انه مقدم لبرنامج ” حقيبة الفن” الذي يذاع صباح كل جمعة من راديو ام درمان.اما المبارك الكاتب والصحفي والمترجم والمحاضر والشاعر فمجهول عندهم وغائب عن الوجدان والجنان.
لكن العجب العجاب ان يكون المبارك ( شخصا واثرا) منسيا ومغمورا عند الذين عاصروه من الأدباء والمفكرين السودانيين ، خاصة اؤليك الذين اتصلوا بمصادر الثقافة وينابيع المعرفة الخارجية منذ ثلاثينات القرن الماضي ، اذ لاتجد ذكراَ له عندهم ولا قولا عنه فيما كانوا يكتبون!
ولولا انني وقفت – اثناء بحثي في ارشيف المجلات العربية الصادرة طوال القرن الماضي – علي عشرات المقالات المنسوبة إلي المبارك إبراهيم ، لكنت مثل غيري اسمع عنه كإذاعي سابق ومحرر لمجلة ( هنا ام درمان) العتيقة في خمسينات وستينات القرن العشرين ، ولا شيء بعد ذلك.
كانت المفاجاة انني عثرت علي 124 مقالا للمبارك ابراهيم في ٨ مجلات عربية هي :
● مجلة “المجلة الجديدة” المصرية لسلامة موسي : (١٩٢٩ – ١٩٣٩).
●مجلة “المعرفة” المصرية: ١٩٣١-١٩٣٤.
●مجلة “الرسالة” لأحمد حسن الزيات : ١٩٣٣- ١٩٦٥.
● مجلة” الثقافة” لأحمد امين: ١٩٣٩ -١٩٦٥.
●مجلة “الكاتب المصري” لطه حسين :١٩٤٥ – ١٩٤٨.
● مجلة” الاديب” اللبنانية:
١٩٤٢ – ١٩٨٣.
● مجلة ” المجلة” المصرية :١٩٥٧ – ١٩٧١.
●مجلة ” العربي” الكويتية:
١٩٥٨ – ٢٠٢٥.
لقد ظل المبارك ابراهيم – علي مدي اربعة عقود ابتداء من عام ١٩٣١ والي عام ١٩٦٥، يرفد هذه المجلات في فترات متتالية بعصارة فكره ومواهبه الأدبية بذلك الكم الهائل من المقالات المتنوعة ، كتفا لكتف مع العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم واحمد زكي ومحمد عوض محمد ومحمود تيمور والبير اديب والياس ابو شبكة و وداد سكاكيني وصلاح الأسير واخرون كثر يستعصون علي الحصر ، و هذا ما لم يتوفر لأيِ من معاصريه من الادباء السودانيين الاخرين !
بناء علي هذا الاكتشاف الموثق لمكانة المبارك إبراهيم في ساحتنا الثقافية واسهاماته الضخمة في الخروج بانتاجنا الثقافي من محليتنا الضيقة إلي رحاب الوطن العربي الكبير ، الا يحق علينا ان نعترف باننا مدينين له باعتذار لأننا ظلمناه بنسيان وتعتيم قصدنا او لم نقصد، ؟ ثم ألا يحفزنا هذا الاكتشاف الموثق إلي مزيد من التنقيب عن اثارنا الثقافية المجهولة في كل المظان ورد الاعتبار إلي آخرين من ادبائنا المنسيين المغمورين المظلومين ؟
هذه وثيقة اولي ، فارتقبوا ففي كنانتي المزيد .

اترك رد

error: Content is protected !!