اسامة عبدالماجد
¤ أولا: حظى المتمرد حميدتي بمكانة – غير مستحقة – لاستناده على ثقله العسكري والمالي.. الان تحطم العتاد وقتلت القوات.. وضيق الجيش الخناق على اعماله التجارية وامواله.. مما يعني فقدانه كل عناصر قوته وفي فترة قصيرة.. مما يشكل صدمة له.
¤ ثانيا: ظهرت مليشياته على حقيقتها.. وتيقن السودانيين انهم مرتزقة ،قتلة، ولصوص سرقت اموال وبيوت المواطنين.. واغتصبت النساء واذلت الرجال.. وهي افعال لم ترتكبها اي مجموعة متمردة على الحكومة.. على الاقل بهذا الحجم من الاجرام.. بالتالي فان مستقبل قائدها مظلما.
¤ ثالثا: حررت المليشيا شهادة وفاة سياسية لقائدها بعد الجرائم التي ارتكبتها.. وافقدتها تماما اي تعاطف شعبي.. اكدت بذلك ان حربه ليست ضد المؤسسة العسكرية بل المواطن.. وسيظهر حجم تلك الجرائم بعد انجلاء الحرب.. وتقديم الضحايا والمتضررين للشهادات والافادات.. مما يعضد رأي (لا مستقبل سياسي لحميدتي).
¤ رابعا: يعاني حميدتي من ضعف سياسي بائن .. اكبر ثغره في شخصيته التي تتميز بالانفعال والشك في كل من حوله ولذلك كان على الدوام يرتدي ستره واقيه من الرصاص.. ويحمل احد مرافقيه حقيبة عندما تفتح تتدلى منها (ستارة) ضد الرصاص طولها نحو متر ونصف .. ويحمل مرافق ثان له اكل وشرب خاص خشية تعرضه للتسمم.. هذا الضعف السياسي والشك مع حالة الحرب سيقضيان على مستقبله.. اذا ماقورنت حالته ب (العدل والمساواة) – المقارنه فيها انتقاص للحركة- التي فقدت ثقلها العسكري في معركة قوز دنقو الشهيرة.. لكن التاريخ السياسي العريض لقياداتها مكنها من البقاء.. والى حد ما حركة مناوي.. حيث طور مني من قدراته السياسية.
¤ خامسا: لفت التمرد في السودان ، انتباه قادة دول الجوار وبعض دول الاقليم إليه.. وبامكانه دعم المعارضة ببلادهم.. بعد انكشاف مشاركة المعارضة التشادية في حرب الخرطوم.. ويعضد الحديث الهامس عن دعم حميدتي للمعارضة التشادية في وقت سابق.. وكذلك مايتردد عن علاقات تجاريه تربطه بالرئيس الكيني، يقترن ذلك بالمواقف المتشددة للاخير تجاه الخرطوم.. مما دفع البرهان لاتخاذ موقف رافض لتوسط نيروبي.
¤ سادسا: تعتبر (الدعم السريع)، مليشيا الرجل الواحد، لم تفرخ قيادات.. ونائب قائد المليشيا عبد الرحيم دقلو، ابرز نقاط ضعف حميدتي.. وتشير تقارير عسكرية انه من المحرضين لدق طبول التمرد.. كما ساهم باقتدار في تشوية سمعة المليشيا قبل الحرب بتصريحاته الرعناء والعنصرية.. اضطر للتراجع والاعتذار منها اكثر من مرة.. ودقلو صاحب المقولة البغيضة (الخرطوم حقت ابو منو).. مما ساهم في تباعد المسافات بينهم وقطاعات عريضة بالعاصمة.
¤ سابعا: مع المحاولات الحثيثة لحميدتي باضفاء صفة القومية على قواته.. وصرفه اموالا طائلة .. الا ان ذلك المشروع انهار مع الحرب.. حيث نفض الآف من ابناء القبائل يدهم عن المليشيا الا قلة.. الان يقاتل ابناء عشيرته.. وتراجعوا الى ابناء (خشم بيته) – الفرع الذي ينحدر منه-
¤ ثامنا: ارتباط مستقبل المليشيا وبشكل كبير بقائدها، بمثابة معضلة امام (دقلو اخوان).. بمعنى اي غياب لحميدتي يعني نهاية المليشيا وبشكل كبير للغاية..اذا ماقورن ذلك بالجيش الجنوبي الذي صمد بعد غياب قائده الراحل جون قرنق.. رغم حالة التناحر والاقتتال الذي شهدته دولتهم.
¤ تاسعا: انتحر حميدتي سياسيا في غرب دارفور بعد تورط مليشياته في مقتل والي الولاية الشهيد خميس ابكر.. وفي ازكاء نار الصراع القبلي الذي تحول الى تطهير عرقي.. وهو امر خطير ستظهر اثاره مستقبلا.
¤ عاشرا: جلبت انتهاكات المليشيا الاتتقادات الدولية لحميدتي.. خاصة عقب الجرائم التي ارتكبتها بغرب دارفور.. مما دفع واشنطن و (يونتامس) لادانته بشكل مباشر .. وهذا سيؤثر بالسلب على مستقبل حميدتي.
¤ أحد عشر: سيضعف موقف حميدتي المالي كثيرا.. لسببين، الاول انقطاع علاقته بالقوات المقاتلة في حرب اليمن.. وللعقوبات التي فرضتها واشنطن على اثنين من شركاته.. حتى لو لم تكن الاخيرتين فاعلتين، فالعقوبات تهدد اي دولة او جهة تعتزم التعامل معه.
¤ اثنا عشر: سيتعرض حميدتي لعمليات احتيال كبيرة بواسطة رجال اعمال وشركات جعلها واجهه لادارة امواله.. سيكون مبررهم فقدانهم للاموال والاصول في الحرب بالخرطوم، بسبب عمليات النهب التي قامت بها مليشياته.. واما من يديرون الاموال خارج السودان ستكون حجتهم في النصب عليه، خشية ملاحقات السلطات السودانية لهم او خوفا من العقوبات الامريكية.. في الحالتين تجرؤ اولئك لاكل اموال حميدتي، فقدانه القوة والنفوذ
بحيث لم يعد مرعبا.
¤ ثلاثة عشر: حتى لو ظهر حميدتي ورتب نفسه للغد فانه سيجابه بحرب من ثلاثة جبهات.. الاولى من قبائل بعينها بدارفور تعرضت لعمليات ابادة في هذة الحرب .. الثانية رجال اعمال حاربهم تحت غطاء اللجنة الاقتصادية التي كان يتراسها وتسبب هو وشقيقه في ارغام بعضهم مغادرة البلاد.. الثالثة من الشباب بولاية الخرطوم الذين نزحت اسرهم ونهبت ممتلكاتهم ودمرت منازلهم.. وتلاحظ غضبهم العارم على حميدتي ومليشياته في منصات التراسل الفوري.
¤ اربعة عشر: هناك ثارات مؤجلة لحركات دارفور مع حميدتي.. تجددت واصبح جرحها غائرا بعد مقتل القيادي بالحركات خميس ابكر.. وحتما فان المعركة المؤجلة قد تنفجر قريبا مع بدء عودة جذء من قواته من الخرطوم الى دارفور منكسرة.
¤ خمسة عشر: زاد حميدتي من جحم عدائه للاسلاميين.. بعد فشل انقلاب السبت الاسود.. عندما زعم انه يحارب فيهم وانهم و البرهان وراء الحرب.. وكلها اقوال مفضوحة ارتدت سهامها نحوه.. اجمالا كثر خصوم الرجل مما يهدد مستقبله.
¤ ستة عشر: فقد حميدتي دعم قحت السياسي.. بعد جرائم مليشياته لم يعد بمقدورها مساندته حتى ولو حاولت بعض قياداتها الوقوف الى جانبه.. خاصة وان الشعب قال كلمته (لا للمليشيا) .. وتحول الهتاف القديم (الجنجويد ينحل) الى (الجنجويد يتبل).