د.ابراهيم الصديق
(1)
تركت هذا التحليل دون عنوان ، بعض المواقف تثير الحيرة والدهشة ، خاصة مع تكرار الموقف بذات التفاصيل ، ودون إجتهاد يسير بالتقديم والتأخير.. ومن ذلك مذكرة دفعت بها مجموعة تسمى نفسها قوى المجتمع المدني والقوى السياسية والاعلامية ، تحت عنوان (إيقاف التسليح وصناعة المليشيا وايقاف الحرب) ، والأسماء ذاتها التى وقعت على الإطارى ، دون تغيير فى الترتيب أو المسميات وحتى الأخطاء ، لم يكلفوا انفسهم سوى تحرير عرض الحال ثم نسخ ولصق الاسماء والمسميات ، فهذه حيلة قديمة.. فقد اقتضت الضرورة إستخدام هذا (الأكليشي) كما العادة ، فالذين كانوا فى بيات عظيم والمليشيا تبيد امة كاملة فى غرب دارفور ، وتنهب كل ممتلكات المواطنين فى ولاية الخرطوم والجزيرة وتهدد نهر النيل والنيل الأبيض والقضارف وتتفاخر بتوسيع حربها ، والذين يتبادلون الإشارات مع قادة المليشيا فى الآراء والمواقف ، صحوا فجأة من غيبوبتهم وكتبوا مذكرة للامم المتحدة.. لا تتضمن هذه المذكرة الإنتصار للنازحين والمنفيين قسرا ، ولا النسوة والفتيات المغتصبات وبعضهن يعرضن للإسترقاق ، ولا المختطفين من المواطنين الابرياء وعددهم يفوق 15 ألفا ، ولا المحاصرين فى توتى أو المعيلق أو غيرها من المناطق والمدن ، ما أيقظهم هو صحوة الأمة للدفاع عن شرفها وعرضها وارضها.. هذه اهم مطالبهم بإختصار وبذات ترتيبها: – الضغط على (طرفي) الصراع لوقف الحرب.. – الوقف الفورى لتسليح المواطنين وتجييش الشعب السوداني – حظر الطيران واستخدامه للبراميل الحارقة . – حل مليشيا البراء وكتائب الظل واستلام اسلحتها – تدخل القوات الأممية للمراقبة وحماية المواطنين.. ثم ماذا بعد ذلك ، بعد دعوة قوات اممية فى البلاد ، طالبوا على استحياء: – إيقاف توسيع الحرب من قبل الدعم السريع والخروج من منازل المواطنين.. هذه قحت وهذه تقدم ، وهذه حاضنة المليشيا تنتقل من (ساتر) الحياد إلى العوم مع الغارقين ..
(2)
هل سمع هؤلاء بمسميات ، جلحة ، قجة ، كيكل ، جمعة ، من أين جاءوا ؟ أليس هم مليشيا تسلحوا وهاجموا الآمنين 10 أشهر.. أين كانت هذه المسميات وقوى المجتمع (الشبحية) هذه؟ هل سمعتم عن بيوت العزاء فى تشاد والنيجر وافريقيا الوسطى و مالى عن الذين هلكوا فى السودان ؟ ألم تثير حفيظتكم جموع المرتزقة القادمين من كل الآفاق إلى المواطنين فى مدنهم وقراهم وإذا هبوا للدفاع عن انفسهم ازعجكم ذلك و قض مضاجعكم ، وبدأت فى الهياج والصياح ، أى منطق هذا ، و أى وطنية هذه ، و أى مروءة ؟ .. هل سمعتم بالجماعات المصنفة ارهابية عالميا ، فاغنر ، سليكا وازواد وجبهة الوفاق، ، جماعة حفتر ، كلهم حلفاء المليشيا غاب عنكم ذكرهم ولم تتحمسوا لمجرد الإشارة إليهم ، بأى عين تبصرون ؟ وبأى عقل تفكرون ؟..
(3)
هذه ليست حرب بين طرفي صراع ، هذا تمرد مدعوم من قوى دولية وإقليمية ولديه اجندة عابرة للحدود وضمن إستراتيجية هندسة المنطقة ، من خلال التفتيت ثم إعادة التشكيل ، وقد كنتم جزء من تلك المحاولة خلال أعوام الفوضى الثلاث ، وسعيتم لتفكيك كل مقومات الدولة.. وكان بإمكانكم الدعوة لإيقاف إرسال السلاح للمليشيا ، الدانات تتساقط على الآمنين واستهداف محطات المياه والكهرباء والمستشفيات ، ولكنكم بلا وعي.. غايتكم طعن ظهر الوطن وليس نصرة حق أو إقامة عدل ، هذه المذكرات تفضح نوايا أكثر من كونها تحقق غاياتكم.. ثم أن المواطن فى الولايات عايش ماذا فعلت المليشيا فى الخرطوم ، وفى مدنى ، والكيس من اتعظ بغيره ، والغيور من يحمي عرضه وارضه وحقه ، لم يهاجموا احدا ، لم يجتازوا حدود وطنهم ومراتع صباهم ، فهل يضايقكم ذلك؟ لم تزعجكم كل جحافل المرتزقة واهاجكم مجموعة شباب سارعوا لاسنادهم جيشهم ، لعلمكم إن الأمر تجاوز مسميات ، الآن اغلب اعضاء كيان غاضبون ضمن المستنفرين ، وبعض لجان المقاومة ، وكثير من الحركات المسلحة ، وعامة الشعب.. هذا طريق وحدة الوطن وصون التراب ، ولا بديل له ، دون تصنيفات سياسية أو مزايدات ، لإن الضرورة أقتضت ذلك وسيكتب التاريخ انكم كنتم (عراة) من المجد ، وسيخلد أسماء ابطال رفضوا الإنحناء ، هذا مقام الرفعة وأنتم اخترتم الحضيض.. حفظ الله البلاد والعباد