الرواية الأولى

نروي لتعرف

مدونتي / حسن فضل المولي

محمد زكي ..تحياتي ..

حسن فضل المولى

من إشراقات السودان عندي ، قبل الحرب ،
و لعله عند كثيرين ،
ذلك ( المحمد زكي ) ..
و الذي أستطيع أن أطلق عليه بكل
ثقة ، صديق الجميع ..
إذا حضر كان محل حفاوة ،
و إذا غاب جدَّ بالناس عنه السؤالُ ..

محمد زكي ..
كنا نراه ،
حيثما كان ( الإمام الصادق المهدي )
يكون ،
لا يهدأ ،
و لا يستريح ..
و هو الأدنى إليه و الألصق به ،
من الأهل و الولد ..
و المؤتمن على أسراره و الحافظ لعهوده ..
و الوفي له في حياته و بعد مماته ،
مُنتهى الوفاء ..
ومن وفائه ما قاله ( لرشان أوشي ) ،
و قد أجرت معه حواراً ( لصحيفة
المجهر ) ، بتاريخ ٢٠ يونيو ٢٠١٨ ،
و هو أنه قد راود ( السجان ) في عهد
( مايو ) بأن يُنعم عليه بالسجن مع
( الإمام الصادق ) حتى يقوم على
خدمته ..
و هو بهذا القرب ، لم يكن ( حاجِباً ) ،
بل كان مُيسِراً و مُسَهِلاً السبيل لكل
الذين قصدوا ( الإمام ) ..
و في كل مرة كنا نسعى إلى ( الإمام ) ،
كان ( محمد زكي ) متاحاً ، يُجيبك
قبل ( الرنة الثالثة ) ،
و يرتب لك الأمر ،
و يتابعك إلى أن تفرغ مما قصدت
إليه ( الإمام ) ..

و الذي يميزه ،
تلك العفوية في التعامل ،
و البشاشة التي يلقاك بها ،
و البساطة التي تكسوه و تزينه ،
مما يعطيك إنطباعاً بأن الرجل
في خدمتك على كل حال و في
كل حين ،
فلا تجد حرجاً في أن تبسط بين
يديه غرضك و بُغيتك لدى
( الإمام ) ..
و هو إذ يقوم ، على امتداد ( عشرين عاماً ) ، على شؤون زعيم في مكانة
( الإمام الصادق المهدي ) ،
لا يأتيك من تلقائه ترَفُع أو إعراض كحال أغلب مدراء مكاتب عِلية
القوم ،
و لم يتخذ من هذه ( الحَظْوة )
منطلقاً لمجد شخصي و حِيازة
مكاسب يظل يتهافت عليها من
يشغلون هذه المواقع الخلَّابة ..
و إني لعلى يقين من أنه قد غادر
موقعه برحيل ( الإمام ) و هو
( محمد زكي ) ذااااته ،
بكل زُهدِه و ترَفُعِه عن سَقَط المتاع ..

لا يُبادر بالحديث ،
إلا إذا سُئل ،
و إذا سئل تأتيك إجابتُه كافية مُغنية ،
خاصة فيما يلي أيام ( السودان )
المعاصرة ، إذا أنه و هو في معية
( الإمام ) تيسر له أن يستَبْطِن خفايا
( السياسة ) و ( الساسة )
و ( النجوم ) ..
و لقد خبر الأحزاب و الطوائف ..
يحدثك عن ( المراغنة ) حديث
العارف ،
و يرى ( الترابي ) من زوايا لا يراه
منها أتباعه و شانئوه ،
و يدهشك و كأنه قد رافق ( نقد )
في مخابئه ،
و ماذا كانت تعني الراحلة ( سارة
الفاضل ) بالنسبة ( للإمام ) ،
و كيف حكم ( نميري ) ،
و أين أخطأ ( عمر البشير ) و أصاب ،
و ملابسات ( ثورة ديسمبر ) ،
و كيف جمعت ( قلت ارحل ) ،
بين ( محمد وردي )
و ( التيجاني سعيد ) ،،
( بدون عينيك بصبح زول
بدون ذكرى و بدون ميلاد
رحلت و جيت
في بعدك لقيت
كل الأرض منفى ) ..
و بالرغم من مشاغله الجسام ،
فلا تكاد تفتقده في الواجبات ،
إذ أنه في طليعة المهنئين ،
و من أوائل المُواسين ..
و أنا كنت أسعد بالانضمام إليه
في كل منتدى و مُلتقى و لمة
أحباب ،
و في حضرة ( شيخ الأمين ) ،
في ( ود البنا ) ..

و محمد زكي من ( ناس بحري ) ،
و قد حاز أجمل ما في ( ناس بحري ) ،
من رقةٍ ،
و وَدَاعةٍ ،
و عذوبةٍ ،
و صفاء ،
و تعلُّقٍ بأهداب الجمال ..
لقد نبت و أزهر في ( حلة خوجلي ) ،
في أجواء مُفعمة بأريج أهازيج ( الختمية ) ،،
( صل يا واهب الصفا
على النبي معدن الوفا
ما محا الله أو عفا
ذنب من كان أسرفا ) ..
و في ( حلة خوجلي ) ،
حيث النسيم يجيب من ( توتي )
أصوات المَتَر ..
و في ( حلة خوجلي ) ، و هو المُرهف الشفيف ، كان على مرمى أنفاسٍ من فَرقدَين نيِّرين زاهِيين ،،
( عبدالعزيز محمد داؤود ) ،
و ( عوض حسن أحمد ) ،
و قد جمعت بينهما ( صغيرتي )
كأروع ما يكون التلاقي ..
( أو تذكرين صغيرتي أو ربما
لا تذكرين
الخمسة الأعوام قد مرت
و مازال الحنين
الشوق و الأحلام ما زالت
تؤرق و السنين
أم كان حباً ياترى أم كان
وهم الواهمين
هل كان حباً لاهياً أم كان
شيئاً في اليقين
هل كنتِ تعنين الذي ما تدعين ) ..
ياسلاااام ..
و من هذا المزيج بين ساس يسوس ،
و مغاني الجمال في بحري الجمال ،
كان الحبيب الودود ،
( محمد زكي محمود شمس الدين ) ..
له مني كل الأماني العذبة ..
و السلام ..
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥ ..

اترك رد

error: Content is protected !!