د. إبراهيم الصديق
كثر هم ، ابناء المناطق الذين ساندوا مليشيا الدعم السريع ، واصبحوا أداة لهم ، وبعضهم أفعالهم تتطابق مع المليشيا..
ومن الواضح الآن ، أن قادة المليشيا بمرتزقتها بدأت فى التراجع ، وانسحب قادتها إلى دارفور والى خارج السودان ، فما هي خيارات قادة المليشيا (المناطقيين)..
فى كثير من المناسبات وفى المجالس بدأت أحاديثهم (إعتذارية) ،( نحن ألتحقنا بالمليشيا لحماية أهلنا ومناطقنا) ، (أنظروا لأفعال المليشيا فى المناطق الاخري) ، لا بأس بذلك لولا بعض التساؤلات:
- هل سهلتم لهم الدخول إلى مناطقكم ، فى الجزيرة وشرقها تحديدا ، فى سنار ، فى شمال النيل الأبيض ، فى الرهد وأم روابة وشمال كردفان عموما ، فى الدبيبات وجوارها ؟ ، إذا كان هدفكم حماية أهلكم لماذا سمحتم لهم بالوصول ابتداء ؟
- هل تقاتلون فى صفوفهم ضد القوات المسلحة؟ وتمدونهم بالمعلومات وجغرافيا المنطقة ، وشخصياتها ؟ وتحملون سلاحهم وتتواصلون معهم ؟ ، هل هذا منطقي ؟.
- ولماذا ترددون الاسطوانة المشروخة بذات تعبيرات المليشيا فى خطابهم ومحاربة دولة 56 ، وهذا مقصود به اهلكم وتاريخكم ومستقبل أجيالكم ، لأن هؤلاء الرعاع جاءوا لإحلال آخرين مكانهم وسلب ممتلكاتهم..
هذه نقاط كلية تنسف مقولة الاعتذاريين وقد ضاقت بهم السبل ، ولكنها خطوة فى الاتجاه الصحيح..
لقد ارتكب كيكل ومعه فى شرق الجزيرة وفى مدني انتهاكات وجرائم مروعة وغير مسبوقة ، وهو من قاد هذه العصابات الى دياره..
وبذات القدر فعل البيشي فى غرب سنار وفى شرقها ، وتحت إمرته ارتكبت فظاعات موثقة لا يمكن تبريرها..
وساهم شيريا وقبله عثمان عمليات بدور كبير فى شمال كردفان وجنوبها ، واغلب قادة المليشيا فى مناطق الرهد وأم روابة والدبيبات هم من أبناء المنطقة..
هؤلاء ساندوا المرتزقة بوعي وربما أطماع شخصية ومع مراعاة تاريخ إنضمامهم إلى المليشيا وفى بدايات معاركها يتضح أن مطامعهم أكبر من (حماية أهلهم)..
الآن الخيارات محدودة لهؤلاء ، وأولها : التوقف عن مساندة المليشيا.. وهى خطوة ممكنة وتسهم فى تغيير كثير من المعادلات فى المنطقة..
وثانيها : دعوة من كل القبائل وقادتها المناطق لأبنائهم الانسحاب من المليشيا وتنظيم تشكيلات خاصة بهم ،
وثالثها: إجراء حوارات مع السلطة الشرعية للنظر فى توفيق اوضاعهم دون ضياع حق مواطن..
حفظ الله البلاد والعباد
8 مايو 2024م