✍️ السفير عبد المحمود عبد الحليم
…” كنت أعتقد أنه سيعود إلى التلفار ويحول قصة الكرونا هذه الى مزحة…”…..
قالها الآلاف من معجبى الممثل الكوميدى الأشهر فى اليابان كين شيمورا الذى لم تقتله نوبات الضحك التى أودت من قبل بحياة الفيلسوف اليونانى خريسيبوس أحد أقطاب المدرسة الرواقية وهو يشاهد حمارا يأكل تينا وانما تسللت إلى صدره فيروسات الكرونا التى عبرت خطوط الطول والعرض لتلك الاقاصى البعيدة ليدوى صوت مصرعه فى المدينة وبقايا ضحكة على محياه …خلال سنى حياته التى وهبها لطبع ابتسامة على وجه شعب جاد وعصى الاضحاك نال كين شيمورا شهرة واسعة مع فرقته “درفترز ” التى تقدم منذ عقود موسيقى الروك آند رول والكوميديا اليابانية ، كما كان قد ابتكر العديد من الشخصيات الايقونية مثل ” رجل غريب ” و ” سيد أحمق “.. فادخل بحركاته وأسلوبه الفكاهى البهجة فى قلوب كافة الأعمار….نعته بأحرف ملتاعة صحف ووسائل إعلام اليابان وبكاه الجميع وقد ادهشتهم سطوة الموت الذى لاحق من قبل سيد المبدعين والمحب للحياة وطيور الكراكى التى يتفاءل بها اليابانيون ياسونارى كاواباتا الحاصل على جائزة نوبل للآداب والذي مات منتحرا..
كانت الشمس قد غربت فى ذلك الجزء من العالم وفى العاصمة القديمة كيوتو عندما بدأ صباح جديد فى مدينة الجنينة السودانية
بغرب دارفور ، وهى مثل كيوتو حاضرة ملوكية قديمة كانت منشغلة بتضميد جراحاتها وغسل اثواب بنيها من دماء الفتنة والغفلة ،وكان الممثل المسرحي محمد يوسف اندوكاى بقامة مديدة وقوام ممتلئ ووجه صبوح قد فرغ في اليوم الذي سبق ذلك من اداء عمل مسرحى ودرامى بحضور الحكام وكبار المسؤولين مروجا للسلام والوئام الاجتماعى والتعايش السلمى ونبذ العنصرية ، ولم يكن من شاهده وصفق لابداعه وملبسه الانيق في تلك القاعة يعلم انها كانت آخر خطواته اذ امتدت يد آثمة فاغتالته وأوقفت ضخ الدماء فى قلبه فى تتابع لمسلسل قتل الحياة وتجريف الأشجار الظليلة وحقن اوردة الناس بكراهية وبغضاء….اختار اندوكاى مداخل إبداعية خلقا لفضاء آمن تحرسه أشجار البرتقال والليمون وضحكات الاطفال الا ان سكينا مجرمة كان لها راى آخر…
مثل كين شيمورا الذى كان يسعى لما قبل وضع أجهزة التنفس على صدره لاسعاد الناس وتوزيع قطع الفرح والابتسام من متجره الابداعى مات المبدع اندوكاى بنصل حاد….. تعددت الأسباب بفقد كبير وبانطفاء اضاءة المسرح وبريق عينيهما….