اسامة عبدالماجد
¤ اولا: كان متوقعا نجاح قمة دول الجوار السوداني بالقاهرة اليوم قبيل انعقادها لسببين.. ان الآمال السودانية تعلقت بها بعد ان خيبت قمة آلية الايقاد تطللعات السودانيين.. للتدخل السافر لزعيمي اثيوبيا وكينيا في الشان السوداني.. وتوجيهما انتقادات للقيادة السودانية ردت عليها الخرطوم وبقوة وصلت درجة التهديد بمغادرة بيت الايقاد.. الامر الثاني المشاركة الكبيرة لكل زعماء دول الجوار مما يحسب لمصر.. ويؤكد نجاح قيادتها ودبلوماسيتها في الترتيب المبكر والجيد للقمة.
¤ ثانيا: اوصدت القمة الباب امام الاصوات الداعمة او المحرضة ادللتدخل العسكري الدولي في السودان.. الذي ظلت تطالب به اطراف بالداخل والخارج.. وقد بدد الرئيس الاريتري احلام تلك القوى السياسية التي كانت تمني نفسها بالتدخل العسكري.. رفض افورقي أي دعوات لتدخل عسكري.. ومصى القادة في ذات الاتجاة.
¤ ثالثا: حررت القمة شهادة وفاة للايقاد وتجاوزت مبادرتها الملغومة.. التي يرعاها الرئيس الكيني والداعمة لمليشيا المتمرد حميدتي.. وقد تعمد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته الضافية عدم ذكر الايقاد او مبادرتها بشأن السودان.. وهي رسالة ان قمة القاهرة تجاوزت آلية الايقاد.. كما ان مقترح الرئيس التشادي بتشكيل آلية موسعة لحل النزاع بمثابة انتقاد غير مباشر لمبادرة الايقاد..
¤ رابعا: وجهت القمة ضربة قاضية لفحت.. التي سعت لتدويل الصراع.. وقد وصف البيان الصادر عن القمة مايجري بانه نزاع داخلي.. وشدد على أهمية عدم تدخل اي أطراف خارجية في الازمة بما يعيق جهود احتوائها ويطيل من امدها..
وفي ذات الوقت اكد ضرورة لالتزام باحترام سيادة الدولة السودانية واحترام مؤسسات الحكومة القائمة.
¤ خامسا: برزت مخاوف وبشكل كبير من الزعماء بانتقال الحرب الى بلادهم مثل تحذير الرئيس المصري من التاثيرات التي وصفها بالعميقة للازمة على دول الجوار السوداني.. بينما بدأ الرئيس التشادي محمد ديبي اكثر قلقا بقوله ان تبعات الصراع في السودان انعكست على بلاده، واقراره أن موجة اللجوء السودانية شكلت عبئًا ثقيلًا على مواردهم.. بل كان صريحا للغاية عندما كشف أن الصراع في السودان أضحى مصدر قلق لبلاده والدول الإفريقية كافة.. واقرار رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إن الصراع في السودان خلف آثارًا سلبية، أمنية واقتصادية، على دول الجوار… وهذا مايتطلب منهم التعامل بقدر من المعقولية والتوازن مع الازمة.. وهذا يدعم موقف الحكومة السودانية وجيشها اللذان ظلا يحذران من تسمم المليشيا للعلاقات مع دول الجوار.
¤ سادسا: قدمت القمة خارطة طريق متميزة .. بالدعوة لاطلاق حوار وطني جامع والبدء في عملية سياسية شاملة .. يفضي الى حل سياسي شامل.. وقد ذهب الرئيس المصري في كلمته في هذا الاتجاة.. وهي فكرة ذكية من بلاده وذلك ان ممارسات الاقصاء التي تواصلت منذ 2019 على يدي قحت كانت من الاسباب الرئيسة التي ادت لاشتعال الحرب.. يجب ان تقود قيادة الجيش زمام المبادرة وتفتح باب الحوار لكل السودانيين.
¤ سابعا: تميزت القمة بان حددت وسائل لمتابعة المخرجات وهذا يعني وجود آلية تنفيذ مهمة تنزل توصيات القادة على ارض الواقع.. من خلال الاعلان عن تواصل اجتماعات القمة بغرض المتابعة وستكون تشاد نقطة انطلاق العمل الرقابي.
¤ ثامنا: رغم ان القمة لم تدين مليشيات حميدتي صراحة.. الا ان البيان الختامي حمل ادانة غير مباشرة للمليشيا.. من خلال ادانة القادة للاعتداءات المتكررة على المدنيين والمرافق والخدمات.. ومعلوم لدى كل اهل السودان ان المليشيا المارقة هي من تقوم بتلك الممارسات الاجرامية
¤ تاسعا: كان الاهتمام بالشأن الانساني حاضرا من خلال دعوة الزعماء للاهتمام بالاوضاع الإنسانية في السودان.. والتحذير من انحراف الاوضاعةعن مسارها.. ان الحكومة ظلت مهمومة بهذا الملف بالمقابل أوصلت المليشيا الاوضاع الى ماهي عليه.
¤ عاشرا: مخرجات القمة من الممكن ان تكون دافعا للقوات المسلحة بتكثيف العمل العسكري حر المليشيا.. سيما وان مواقف مصر معلومة معادية بشكل كبير لاي حملة سلاح بالمنطقة.. وظل الرئيس السيسي يكرر ذلك في عدة محافل منها مؤتمر جدة للامن والتنمية 2022.. كما ان ليبيا اكتوت من نيران المرتزقة والمليشيات.. وكذلك تهدد نظام ديبي في تشاد.. وتسيطر بمعاونة قوات فاغنر قبل خروجها على مقاليد الامور في افريقيا الوسطى.