الخرطوم – أنجمينا : الرواية الأولى
نظمت السفارة السودانية بانجمينا احتفالا بمناسبة إصدار كتاب “السودان والغرب ـ التاريخ والسياسة” لمؤلفه د. مختار بلال عبد السلام، القائم بأعمال السفارة بالإنابة، يوم الأربعاء 30 أغسطس بمنتزه شاري بالعاصمة التشادية انجمينا، حضرها عدد من الدبلوماسيين من السلك الدبلوماسي في انجمينا والدبلوماسيين وأعضاء السفارة وبعض الشخصيات التشادية من المهتمين بالسياسة والإعلام.
قدم السيد القائم بالأعمال نبذة عن الكتاب في الفقرة الرئيسية للحفل أشار فيها إلى التالي:-
∙ أن الكتاب هو محاولة لفك طلاسم تعقيدات علاقة السودان مع الغرب بصورة عامة منذ نشأة السودان في صورته الحديثة فيما يعرف “بسودان محـمد علي” ودراسة أسباب الصراع بين الشمال والجنوب منذ نشأته وتطوره عبر الحقب المتعاقبة حيث يتتبع الكتاب نشأة حركات التمرد والتحرير ومدى تأثير الدعم الذي كانت تتلقاه من الخارج خلال مراحل نشأتها وتطورها. كما ناقش الكتاب اتفاقية السلام الشامل التي قادت في نهاية المطاف إلى انفصال جنوب السودان، والظروف التي صاحبت الاتفاقية وارتباط مشكلة جنوب السودان مع اندلاع الصراع في دارفور وعلاقاته بصراع جنوب السودان، والصراع في منطقة البحيرات العظمى.
∙ ويتضمن مناقشة آثار الجوانب الإقتصادية على الأوضاع الجيوسياسية للسودان وتوجه حكوة السودان شرقا نحو الصين فيما يتصل بعملية استخراج البترول حيث تجاوزت الحكومة بصورة براغماتية شركات البترول الأمريكية وحلفائها من أجل ذلك حيث سعت شركات البترول الغربية التي تمتلك لوبيا قويا في فرض عقوبات على الخرطوم بسبب عصيانها ودورها في كسر “صفقاتها السرية” لاحتكار تجارة النفط ، وكان العقاب الأمثل هو تقسيم البلاد وبالتالي فقدانها القدرة على إنتاج وتصدير النفط.
∙ كما يتناول موضوع “التدخلات الناعمة” في السودان والارتباط غير المرئي بين مشكلة دارفور وجنوب السودان. وقد لعب “التدخل الناعم” للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والمحكمة الجنائية الدولية دورا أساسيا في الصراع، وشكلت عاملا حيويا أثر بصورة كبيرة على موازين القوى بين الشمال والجنوب حيث استخدمت هذه القضايا لزيادة الضغط على حكومة السودان من أجل تقديم المزيد من التنازلات خلال المفاوضات. وتزامن هذا الوضع مع بعض التغييرات الرئيسية في القانون الدولي لصالح نشر مفهوم التدخل الانساني، والذي تطور بشكل كبير عقب انتهاء الحرب الباردة. ففي دارفور سرعان ما سارع المجتمع الدولي بالمطالبة بالتدخل لأسباب إنسانية، فيما يعرف بــ”التضامن الدولي والمسؤولية عن الحماية”. وقد غدا السودان مثالا لتدويل الصراعات الداخلية من خلال التدخل في شئونه الداخلية لتدويل الصراع.
∙ ويبحث أيضا في مقاربة حالة الصراع في السودان بنموذج استخدام الحرب الحديثة المعروفة بـ “حروب الجيل الرابع”، حيث أودى الصراع بين الشمال والجنوب إلى تأزم النزاعات الداخلية في السودان، مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وأصبحت الصراعات الجديدة لها صلات خارجية. وكثيرا ما كانت حروب الجيل الرابع تضم أطرافا غير حكومية ومتمردين يحاولون قلب حكومتهم أو إعادة تشكيلها. وقد أثبتت الكيانات غير الحكومية أنها أكثر نجاحا في هذا النوع من الحروب. وغالبا ما ينظر إلى حرب الجيل الرابع في النزاعات التي تحتوي على شكل من أشكال “التمرد” وإشراك “جهات فاعلة غير حكومية” مثل اثارة القضايا العرقية والدينية وحقوق الأقليات للوصول الى فشل الدولة، وهذا الوضع يشبه إلى حد كبير الوضع الذي أريد أن تصله الحالة في السودان.
∙ ويتناول الكتاب في جزئه الأخير ثورة 19 ديسمبر 2018 السودانية التي كانت علامة فارقة في تاريخ السودان الحديث. يتناول الكتاب مختلف أشكال التحديات التي تواجه الحكومة المؤقتة بعد الثورة لاستكمال مسار التحوّل الديمقراطي، لا سيما في ظل تحديات وضع اقتصادي مُعقّد ومساع للسودان لانهاء العزلة الدولية واندماجه الاقتصادي، إصلاح علاقاته الإقليمية مع دول الجوار ومع المنطقة على وجه الخصوص، حتى تستعيد البلاد مكانتها الطبيعية والمتميزة بين دول العالم.
– بعد ذلك جرى نقاش حول الكتاب حيث تضمن تعليقات المشاركين، كان السفير الجزائري عمر فريتح أول المتحدثين، حيث أشار إلى أن هناك دلائل على استهداف الكنيسة الكاثوليكية خلال فترة يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان السابق، لبلدين أفريقيين هما السودان والسنغال، كما تحدث عن سياسة اسرائيل لتطويق العالم العربي من أطرافه لإضعافه والتي تضمنت السودان.
ثم تحدث السيد عبد الله مصطفى الهادي من الجالية عن اشارة الكتاب لنظرية المؤامرة، متسائلا عمّا إن كانت موجودة فعلا أم فقط يستخدمها السياسيون فقط لتبرير فشلهم، وفي ذات السياق تحدث السيد نصر الدين محجوب مدير البنك الزراعي بتشاد، مشددا على أهمية تقوية اللحمة الداخلية وتقوية الصف الداخلي.
كما تحدث المهندس أبوبكر خليفة، من الجالية، مشيرا إلى أنّ اتفاقية السلام كانت صنيعة أمريكية لفصل جنوب السودان حيث كانت نتيجة الاستفتاء غير متوقعة رجحت الانفصال بنسبة 98% ، كما تساءل عن نتائج التحقيق في مقتل جون قرنق الذي كان يبدو أن مهمته قد انتهت وتم التخلص منه، مشيرا إلى أن الحقائق ستظهر يوما.
تحدث الدكتور محمد اسحق، مدير مكتب منظمة الدعوة الإسلامية بتشاد، مشددا على ضرورة التوثيق والكتابة لنشر المعرفة، وعلى ذات السياق تحدث السيد أبو عيسى أبّكر، وهو تشادي مهتم بالثقافة، مشيرا الى بعض الكتاب الذين ساهموا في نهضة بلادهم، ومن أمثلتهم وزير خارجية تركيا السابق أحمد داود أوغلو.
تخلل البرنامج فقرة غنائية، كما تضمن تسليم السيد القائم بالأعمال بالإنابة شهادة تهنئة من القنصل العام بالسفارة، الدكتور عبد الله الحاج عبد الله.
صدر الكتاب في 376 صفحة من القطع المتوسط، والذي صدر عن دار بدوي للنشر بألمانيا ضمن منشوراته لشهر أغسطس 2022م. وقامت دار النشر بتوزيع الكتاب بجمهورية مصر العربية بمكتبة ليلى بالقاهرة وسط البلد (39 شارع قصر النيل، ميدان مصطفى كامل. وبالمملكة المغربية بمكتبة الشاطر – مكتبة آفاق – مكتبة فيكتور هيجو في وسط البلد، كما ستعمل على توزيعه في السودان في الفترة القادمة. سعر النسخة 140 جنية مصري، أو 60 درهم مغربي.