✍️ اللواء ( م ) الهادي بشرى
أم درمان :11|9|2008م
*العميد الراحل الطاهر ابراهيم العبيد ـرحمة الله ـ رمز لا يعرفه كثير من الناس في بلادي ، لكن يعرفه جيدا من شرف بالعمل في سلاح المدفعية بالجيش السوداني ، او عاش في عطبره عند بداية النصف الثاني من القرن الماضي،فقد وضع الاساس المعنوي الراسخ المتين ، والاداري والقانوني السليم . وجعل الدقه والانضباط العالي ، سمة تميز كل من التحق بهذا السلاح حتي الان ن مستقبلا باذن الله . لانو من جاء بعده من القاده والضباط وضابط الصف والجند ، ابوا الا ان يحفظو العهد فيضعو بصماتهم واضحة في مسار السلاح ، فليرفعو البناء اكثر ويحسنو الحال احسانا . بل ويسهمو بعد ذلك في العمل الوطني عندما يدعوهم الوطن . فقد تولي بعضهم مواقع رفعية في قيادة القوات المسلحة . ومنهم ارتقي سلم المجد اكثر ، فشغل اعلي المناصب الدستورية في الدوله .
- نزكر منهم الفريق مصطفي عثمان حسن الشهير بـ(مصطفي الجيش ) ، الفريق محمد عثمان هاشم رئيس هيئة الاركان والفريق تاج الدين عبدالله فضل نائب القائد العام ، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي (85 ـ1986م) ثم القائد العام للقوات المسلحة عند بدء الديمقراطية الثالثة . والقائمة تطول … لكن نزكر في الكتاب اباءنا الكرام احمد النعيم ، علي صالح ، خضر حاج الامين ،محجوب عبدالعاطي عليهم رحمة الله فقد اصلو لروح الابوة ، وعظمو من شأن زمالة السلاح ، ورفعو من قيمة الصلة الحميمة بين الناس ، بحيث صار ابناء السلاح عنصرا هاما في مجتمع عطبره ، وفي كل مكان حلو او اقامو .
*إن الذي استدعي المقدمة الطويلة تلك ، ذلك المشهد الرائع ، والصوره البديعة ، شكلا ومضمونا ، التي عايشناها، عند مغيب يوم العاشر من رمضان المعظم بمعسكر المدفعية بام درمان . عندما استقبلنا قائد المعسكر العميد ركن صالح مخاوي وبقلبه صافحنا ، لا بيده !! هناك كان لقاء الاجيال من الرجال الابطال ، الذين غدو زهرة شبابهم في رحاب السلاح وبقو فيه ماشاءالله لهم فقد لبو دعوه قائد السلاح اللواء ركن ابوبكر عبدالله آدم الذي حضر خصيصا من عطبره .
*سنه حميده استناها الاباء، وحرص عليها الابناء كانت الدار مذدانة بهية كانها تهيئات بعرس كبير كان كل شئ منظم تنظيم كبير ن ومرتبا ترتيبا منسقا سلسلا وسهل التنفيذ بحيث كانت فتره الساعة الواحدة ، او تذيد قليلا ، كافية للقاء الحار والتهنئه والتصافي . ثم الافطار والصلاة والانتظام للاستماع الي كلمات طيبات ، كانت مسك الختام كلمات عبرت عن مشاعر الحضور ، الذي فاق مائتين بين القاده والضباط والجنود داخل الخدمة وخارجها . منهم من عرف السلاح منذ عهود الاستقلال . كلهم يعرفون بعضهم بعضا . ان الذي ترك الخدمة بقي اثره االمجيد سيره حميده تتناقلها الاجيال في امانه وحب وفخار .
*كاني بقائد السلاح قد قراة افكار الفريق معتصم السراج ، ذو االعين الفاحصة والغيره البالغة ع السلاح . ومحبتة التي لا تجري لكل من ومافية !! ولكانه احس برغبة العميد خالد الصادق اونسة ، ذلك الصوفي حياهو الغمام ، رغبته ان يطمئن اكثر علي ارتقاء السلاح سلم المجد اعدادا وتدريبا وتسليحا يكافئ التطور المعاصر في شان التسليح . ولا شك في انة اراد ان يطمئن ضيوفة فافاده بان مسيره المدفعية مطوره ، متحضره ، منضبطتة ، وواثقة . تتابع العصر وتاخذ منه علما ومعرفة ،وتسليحا يناسب مطالب الواجبات المستقبلية المنتظره لكنة قدم لكل هذا باعتراف بالفضل للقاده الاباء اولي الفضل الذين اسسو وشيدو البناء في اخلاص لا يجارية اخلاص : وتراحم علي من مضي الي ربة راضيا … بل ودعي بالرحمة للفريق ابو غزالة ضابط المدفعية المعروف ووزئر دفاع مصر الشقيقة السابق .. فاهل المدفعية شعارهم : ( المدفعية في كل مكان وزمان ) !!
*الفريق تاج الدين عبدالله فضل طوف بالناس علي الارض شيئا ما . ثم رقي مراقي عالية محلقا في سماء المدفعية الصافي البدئع .. تحدث حديث القائد الحصيف، والرجل الهادئ العفيف … الانسان المتواضع الحكيم الحليم ، وصب عصاره تجارب ودروس حياته وخص المدفعية بكثير … استمعنا الية في خشوع كاننا نصلي .. اعادتنا القهقري الي الوري ، حتي بلغ العقد السادس والسابع من القرن العشرين ، حيث المجد والعز عند مشاهد تاسيس تمهيدا للتحديث القائم ع العلم والمعرفة ، ومرتكز علي الاخلاص لله في كل عمل والسلاح والجيش الكبير والوطن الاكبر …
*تاج الدين .. اعادتنا هوانا الي حاضرنا ، في هدوءه المعهود ولثقته المحببة فزاوج بين هذا وذلك ، ليصل بنا الي أن اساس كل م حدث هو )ان سلاح المدفعيه امة رجال صدقو ماعدو الله والوطن علية ، فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ، ومابدلو تبدليه واشار في ختام حديثة ان رجال المدفعية ( صفوه ) متميزه . جمع بينها علي مر الاجيال قدر الله ، لتصبح جماعة يعترف لها بالفضل ويشار اليها بالبنان وذكر ان هئية الاركان المشتركة تضم عدد من ضباط المدفعية ومثلها قادة الفرق والاسلحة ، وضباط الركن في العديد من المواقع العليا في القياده العامة وفي ذلك دلالة علي علو قدر وشان المدفعية .)
*رحم الله القائد الفذ عثمان حسين ، فهو اول من اطلق صفة ( الصفوه ) علي ضباط المدفعية ،حين كان يفاخر بيهم في الاجتماع السنوي لقادة القيادات بالخرطوم عام 1968م.. فقد صرح ان ضباطة وجنده صفوة وسيظلون !! وقال : ( أن لدينا في السلاح صفوة الضباط وافضل الجنود) ويحتمل ذكر الصفوه بالانجليزية ( Elite ) - عظيم كان المشهد عظمة اليوم العاشر من شهر الله المعظم ! ذلك الموقف الدال علي علو شأن ومكانة الزمالة العسكرية ، التي تكتسب خصوصية عند ابناء المدفعية ، الذين يحلو لهم منادتهم بـ( الطبجية )، فهم لا يكتفون بامل ادراك الثريا ، بل ياجكدون لانفسهم والناس ، ان غايتهم هي ( قمة الثريا ) لا سواها … فمن شاء اللحاق بهم فاهلا بهم وسهلا … لكن علية ان يدرك ( ان القمة ) محجوزه لسلاح المدفعية ، السند الاول لجيش بلادي العظيم !!
- الا.. ما اعظم شهر رمضان … وما اجمل الجندية .. وم احلي ان يكون المرء واحدا من بين جند الله في سلاح المدفعية … فهم اهل الثريا ( فرسان الدية )0 الله يخليهم ) !! امين