اسامة عبد الماجد ¤ لايختلف اثنان ان محطة مصر تتصدر اهتمامات السودانيين.. وسفارتنا في القاهرة هي الاهم على مستوى العالم.. وازدادت اهميتها، بمرور الأيام بعد نشوب حرب التدمير التي شنها الباغي الشقي حميدتي لتفتيت البلاد، للسيطرة عليها.. لكن حتى اليوم وقبل وصول الرئيس البرهان إلى " المحروسة" في زيارته الثانية لها خلال الحرب لم ترتقي الحكومة السودانية الى مستوى حجم العلاقة.. ستوجه لي سؤالاً كيف ؟ ولماذا ؟. ¤ كان بين السودان ومصر ايام الانقاذ خمس لجان تجتمع بصوره دورية، وتضم كل الوزارات المعنية.. وهي لجان متدرجة.. في قمتها اللجنة الرئاسية التي كانت تجتمع بالتبادل برئاسة الرئيسين كل ستة أشهر.. وثانياً اللجنة الوزارية برئاسة وزيري الخارجية.. وثالثاً اللجنه المكلفة من الرئيسين برئاسة وزيري الخارجية ويضم هذا المستوى من اللجنة، مديري جهاز المخابرات وتجتمع كل ثلاثة اشهر.. ورابعاً اللجنة القنصلية برئاسة وكيلي الخارجية.. واخيرا لجنة المعابر ويراسها وزيرا النقل. ¤ كان العمل مرتب ومنسق بشكل كبير.. وكانت السفاره تقود التنسيق والمتابعه.. ولذلك في احلك الظروف وتوتر العلاقات بين البلدين كانت المشكل تحل فوراً.. ساعد في ذلك التواصل شبه اليومي بين الوزيرين.. خاصة في السنوات الاخيرة من عمر الانقاذ في فترة البروفيسور ابراهيم غندور.. وخليفته الدكتور الدرديري محمد احمد. ¤ حسنا.. انظروا للتراجع الكبير في علاقات البلدين والبطء الذي لازم معالجة الملفات.. بدأ ذلك من نظرة الريبة من قحت للقاهرة.. والتجني على وزارة الخارجية بتسمية وزيرة جاهلة بابسط قواعد العمل الدبلوماسي.. وحتى جاء الوزير الرابع منذ التغيير في 2019 علي الصادق سبقه (اسماء محمد ، عمر قمر الدين - بالتكليف - ومريم الصادق). ¤ اهملت الحكومة العلاقة مع مصر - وفي تقديري بشكل متعمد - انتهت فترة عمل السفير صاحب الخبرة الكبيرة عبد المحمود عبد الحليم في مارس 2019 ، ولقرابة العامين لم ترشح الحكومة خليفة له وادار السفارة الوزير المفوض ادريس محمد على وجاء بعده الوزير المفوض خالد الشيخ.. حتى تم ترشيح محمد الياس فى اكتوبر 2020، وامضى عامين لم تتطور العلاقات.. وخلفه سفير مكلف الصادق محمد.. ولم تتحرك الحكومة رغم اندلاع الحرب لترشح سفيرا وقدمت السفير محمد عبد الله التوم قائما بالاعمال. ¤ الشاهد ان الاهتمام الحكومي بمصر ضعيف - بصورة غير مبررة - طيلة فترة الحرب التي تقترب من عام لم يزور وزير الخارجية علي الصادق مصر زيارة رسمية لعقد لقاءات ثنائية مع نظيره سامح شكري.. الا زيارة يتيمة مرافقا للرئيس البرهان نهاية اكتوبر الماضي في اول رحلة خارجية للبرهان عقب مغادرته القيادة العامة.. في ظل الحرب الواقع الذي يفرض نفسه على الوزير الصادق ان لا ينقطع عن القاهرة لو كان يشعر بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه. ¤ بعد اشتعال الحرب الروسية الاوكرانية.. انفتحت كييف على افريقيا قام وزير الخارجية الاوكراني بزيارة العديد من الدول الافريقية.. واعلن الرئيس زيلنسكي ان بلاده ستفتتح عشرة سفارات في افريقيا. ¤ قضايا كثيرة شائكة وملحة مع مصر تحتاج حلول عاجلة في مقدمتها الاقامات والغرامات التي تفرض على السودانيين.. وقبول الطلاب ومراجعة الرسوم الدراسية المفروضة عليهم والتي طرات عليها زيادة شكلت عبئاً على الاسر السودانية التي نهبتها وافقرتها مليشيات الجنجويد والمرتزقة.. وكذلك ملف العلاج يحتاج لاهتمام - وإن كان قد تولى المهمة مستشار طبي جديد د. خضر فيصل ابوبكر، المشهود له بالكفاءة والمهنية-. ¤ ان العلاقة مع المحروسة تحتاج الى اعادة ترتيب والبداية بزيارة البرهان اليوم ،وبترشيح سفير .. نحتاج الى علاقة متينة مع مصر على كافة المستويات .. وكانت تلك امنيات رئيس المجلس الأعلى للجالية السودانية الراحل د. حسين محمد عثمان.. كانت مصر الملاذ الآمن للسودانيين خاصة في ظل الحرب .. وظلت منتجاتها تغذي الاسواق السودانية في توقيت عصيب. ¤ ومهما يكن من امر.. لنبدأ مسار جديد في العلاقة مع الاشقاء شمال الوادي.. ولا يخالنا ادنى شك في حرصهم على وحدة السودان.. من واقع الامن المشترك بين البلدين.