محمد وداعة
قبل اتفاقية نيفاشا كان قرنق يقول انه سيشرب القهوة فى شندى ، و لم يشربها حتى بعد اتفاقية 2005م و تعيينه نائبآ للبشير
رغم كل افرازات الحرب الاقتصادية و الاجتماعية انخرط الشعب السودانى فى المقاومة الشعبية متطوعآ، لا مرغمآ ،
توحدت بندقية الحلو مع الجيش فى الدلنج ، و انضمت له قوات عبد الواحد و قوات اطراف سلام جوبا فى الفاشر
فى بابنوسة كانت المفاجأة فى تحول نوعى للاصطفاف من الولاء للقبيلة الى الولاء للوطن
زعيم المليشيا المجرمة يرغى و يزبد و يهدد شندى ، كالهر يحكى انتفاخآ صولة الاسد،
تراجع خطاب المليشيا المتمردة المضلل من ان الحرب قامت لاجل التحول الديمقراطى منذ اليوم الاول للحرب ، تحت شعار ( يا الاطارى .. يا الحرب ) و تزامن ذلك مع وهم السيطرة على السلطة فى بضع ايام بعد فشل الانقلاب، تراجع ذلك الخطاب الى ان الحرب قامت ضد الفلول ، و احيانآ الحرب اشعلها الفلول ، و جاء ذلك متفقآ مع اقتحام البنوك و المصانع و الشركات و نهب الاسواق و استباحة بيوت المواطنين بذريعة انها اموال و منازل الفلول ، و انقلب الشعار الى الحرب ضد دولة 56 ، مترافقآ مع توسيع رقعة الحرب فى دارفور و الجزيرة ، و اخيرآ محاولة التخفى باحلال السلام و المساعدات الانسانية ،
يلاحظ ان هذا الخطاب لم يفلح فى اى مرحلة باقناع الناس سوى فئة قليلة ضلت الطريق و ارتضت ان تبرر حرب المليشيا على الدولة السودانية و الشعب السودانى قاطبة ، و ذلك لان الطبيعة المتوحشة لهذه المليشيا ظلت ماثلة و لم تفارق اذهان ملايين المواطنين النازحين و المهجرين قسرآ ، مع استمرار ترويع السكان بالقصف العشوائى و احتلال القرى فى دارفور و الجزيرة و العمل على توسيع رقعة الحرب ، واستمرار النهب و الاغتصاب و الاعتقالات و محاولة اذلال المواطنين و ارهابهم و تخويفهم دون هوادة ،
بعد كل هذه الجرائم و الانتهاكات و فقدان الاموال و الارواح صمد الشعب السودانى و قواته المسلحة فى وجه المليشيا و مرتزقة دول الجوار ، ورغم كل افرازات الحرب الاقتصادية و الاجتماعية انخرط الشعب السودانى فى المقاومة الشعبية متطوعآ، لا مرغمآ ، دون اى اكراه او ( تجنيد اجبارى ) كما يحدث فى كل الحروب ، تحمل الشعب السودانى متماسكآ بصبر و شجاعة كلفة الحرب لانه يدرك ان الحرب هدفها انهاء وجوده و تفكيك دولته و احتلالها و الاستيطان فى مدنه و قراه ، و الاستيلاء على ثرواته و ارضه استجابة لمخططات اجنبية برعاية دولة الامارات و الكيان الصهيونى ،
هذه الحرب احيت الشعور الوطنى ، ووحدت ما بين الفاشر و بابنوسة و شندى و كسلا و الخرطوم و بورتسودان و الجنينة.. و كل الولايات و المدن و الارياف ، و تراجعت بوضوح التناقضات الثانوية والمطالب المناطقية لتسود روح القومية و ارتفاع درجة الوعى بالمخاطر التى تمثلها حرب المليشيا ضد كيان الدولة و سلامة النسيج الاجتماعى ، مع تزايد القناعة بان الحرب تحركها اطماع خارجية استغلت اسرة آل دقلو لتمرير مشروع السيطرة على السودان ، و جاء الالتفاف الشعبى فى بابنوسة و الفاشر و الدلنج ليقدم لوحة وحدت الارادة الوطنية فى مواجهة المؤامرة ، توحدت بندقية الحلو مع الجيش فى الدلنج ، و انضمت قوات عبد الواحد و قوات اطراف سلام جوبا الى القوات المسلحة فى الفاشر ، و كانت المفاجأة فى تحول نوعى للاصطفاف فى بابنوسة ،
بعد كل هذا يتحدث زعيم المافيا بان قواته ذاهبة الى شندى ، و هو تكرار لاحاديث من قيادات فى المليشيا بان هدفهم القادم شندى ، و تارة سنار و مرة مروى واحيانآ القضارف … الخ ، المليشيا تتواجد فى نيالا و فى الجنينة و الضعين و بعضآ من الجزيرة و الخرطوم ، و لم يحقق ذلك لها اى شرعية او قبول وسط المواطنين ، فهل استهداف شندى سيحقق هذه الاوهام ؟ قادة المليشيا يجهلون ان شندى لم تعد رمزآ لفئة اجتماعية بعينها ، شندى الان سودان مصغر، و لا يوجد دليل على ذلك اصدق من انضمام مواطنى الولايات الاخرى من دارفور و كردفان و الشرق للمقاومة الشعبية فى شندى و نهر النيل ،
قبل اتفاقية نيفاشا كان قرنق يقول انه سيشرب القهوة فى شندى ، و لم يشربها حتى بعد اتفاقية 2005م و تعيينه نائبآ للبشير ، مع الفارق ان قوات قرنق لم تكن تغتصب او تنهب او تعمل على احتلال السودان ، وربما لم ينفصل الجنوب لو امتدت الايام بقرنق ، الحرب دماء و اشلاء و خراب و لا احد يريدها ان تستمر يومآ واحد ، ومع ذلك تعال شندى ،
زعيم المليشيا (المعدل) يرغى و يزبد و يهدد شندى ، كالهر يحكى انتفاخآ صولة الاسد ،
زعم الفرزدق ان سيقتل مربعآ .. فابشر بطول سلامة يا مربع
12 فبراير 2024م