مكي المغربي
غير التضحية وبذل الدماء يواصل الضابط السوداني ابن البلد مسيرته من طالب حربي، وبعدها امتحانات وكورسات ودورات وتدريب وتحديات بشق الأنفس في كل مرحلة وترقية، لتأتي في النهاية حكومة تسوية يؤيدها أحزاب وناشطون مستواهم على شاكلة “نهدم سد مروي”، ولا بأس من “صورة الذات الالهية وآدم عاري الجسد” لابناء وبنات سادسة أساس، ليراجعوا هم منهج القوات المسلحة السودانية لصالح من يدفعون لهم من الذين يحسدون القوات المسلحة في مهنيتها وشعبيتها الحقيقية غير المصنوعة بالرشاوي.
اقرأءوا في الإطاري:
6-ج (تنفيذ السياسات المتعلقة بالإصلاح الأمني والعسكري وفق خطة الحكومة الانتقالية)
إذن الحكومة الانتقالية -وليس الجيش وحده حسب قانونه- تقوم بأمور في القوات المسلحة من ضمنها، في الاتفاق:
(مراجعة شروط القبول للكلية الحربية ومراجعة المناهج العسكرية، بما يتماشى مع متطلبات العدالة والمواطنة).
ما هذا الغموض والتعميم؟ والتشكيك “الخسيس” في أن المناهج الموجودة ضد المواطنة، هل القصد تحطيم لوائح القوات المسلحة وكسر أسوارها ليدخلها الفاقد السياسي وليسيطر عليها آخرون من داخلها؟ لم يتكرم الإطاريون على القوات المسلحة السودانية ولا بالحديث عن أن هذه المراجعة تخصها وليست من شأن حكومة مساومة ستتشكل والسودان مفتوح على القبل الأربعة، وزراؤه وسفراؤه أجانب بجوازات أخرى، وسياسيوه رخيصون. هذه حكومة لو قدرت على خدمات المواطنين كفاها، وما بتقدر إلا بمساعدة من يشتمونهم ليل نهار ويبصقون في وجوههم أنهم نظام سابق وفلول.
حكومة من قبل، تلقى موظفو مكتب رئيس الوزراء فيها مرتباتهم من حكومات أجنبية وهم صاغرون.
نعم .. أنا أيدت التوقيع، ولا أزال، حتى يجلس الجميع على طاولة التفاوض ويقروا بأنهم ليسو إلا بشر عاديين مثل غيرهم، والحمد لله .. أخيرا تواضعوا وجلسوا، وبعد هذا نقول لهم في حاجة اسمها وطن واستقلال، في قوات مسلحة وطنية ومهنية وراسخة ولا تنتظر دروسا في القومية من أجانب، والا لما اختار الجميع ان يجلسوا امام قيادتها يلتمسون البيان وينتظرون الحل.
اذا كان الاطاري نفسه ينص على مراجعة اتفاقية سلام مع محاربين للدولة، كيف لا يقبل هو نفسه المراجعة وهو توقيع مع هيئة الارصاد الجوي وآخرين ممن شهدوا عشاء صاحب مصنع السجائر.
اذا كنا – في أحاديث الرسول الكريم – نقول هذا ضعيف ومرسل وساقط الإسناد ومعلول، هذا الاتفاق فيه (مواد معلولة) ونقاط خبيثة ويجب أن تراجع فورا، ولو الموضوع يحتاج زمن، يتم تعيين حكومة تصريف أعباء ويوافق عليها الإطاريون ورعاتهم لأنهم هم سبب التأخير والاضطراب، وليجتمعوا مجددا في بيوت السفراء ويراجعونها على راحتهم.