الرواية الأولى

نروي لتعرف

نحو الغد / عبدالله حميدة

صلة أسماء السودانيين بآي الذكر الحكيم (22-1)

عبدالله حميدة


مدخل:
التدبر في آيات القرآن الكريم والتفكر فيها توجيه رباني ورد في أربع عشرة آية قرانية ، منها آيتان بصيغة “يتدبرون” في سورتين من السور هما : *الآية 82 من سورة النساء : ( أفالا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لو جدوا فيه اختلافاً كثيرا).

  • الآية 24 من سورة محمد : ( أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها) .
    أما صيغة : (يتفكروا) فقد وردت في آيتين في سورتين أيضاً وهما : *الآية 184 من سورة الأعراف : ( أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنّة إن هو إلا نذير مبين).
  • الآية 8 من سورة الروم : ( أو لم يتفكروا في أنفسهم ماخلق الله السموات والأرض و مابينهما إلا
    بالحق وأجل مسمًي و إن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون).
    وأما صيغة : ( يتفكرون) ( فقد جاءت في عشر آيات هي : الآية : 44 من سورة النحل ، والآية : 42 من سورة الزمر ، و الآية : 176 من سورة الأعراف والآية : 13 من سورة الجاثية ، و الآية : 21 من سورة الحشر ، والآية :
    69 من سورة النحل ، و
    الآية : 24 من سورة يونس ، والآية : 11 من سورة النحل ، والآية : 3 من سورة الرعد ، و الآية : 21 من سورة الروم .
    وخلال تفكري و تدبري في الآيات أثناء تلاوة القرآن ، لفت إنتباهي ورود العدد العديد من الكلمات في تلك
    الآيات بما يتطابق – من حيث اللفظ و المعني – مع مايسمًي به السودانيون مواليدهم . ففكرت في إستقصاء هذه الظاهرة وسبر أغوارها وحصرها فكانت حصيلة ماتوصلت
    إليه ، هذه الدراسة التي لا ادًعي لها كمالا ولا استنكف من مراجعتها وتصويبها متي إتضح لغيري من الدارسين والباحثين مايستوجب ذلك.
    و لتسهيل مهمة القارئ في إستيعاب الأسماء الواردة في هذه الدراسة والتعرف علي التباينات وإلاختلافات
    التي إعترتها من حيث اللفظ و المعني , فقد صنًفتها في واحد و عشرين عنواناً لمقالات ستجيء تباعا وهي : ١ – الأسماء ذات الصلة بأسماء الله الحسني وباسماء بعض سور القرآن الكريم .
    ٢ – التسمي بأسماء رسول الله صلي الله عليه وسلم والمضاف اليها والمضاف إلي صيغة : “النبي” والمشتق منها .
    ٣ – التسمي بأسماء الرسل وألانبياء و الملائكة . ٤- الأسماء المتعلقة بالصفات التعبدية والمناسك والشعائر. ٥-الأسماء التي تعبّر عن نعم المولي عز وجل ومنافعه وأفضاله و هباته . ٦- الأسماء التي تتفاءل بحرز الله تعالي و قدرته و عونه .
    ٧- ألاسماء التي تحمل صفات المؤمن القوي وكيفية اكتسابها.
    ٨- الأسماء التي تدل علي الرضا بقضاء الله والقبول بحكمه وشكره.
    ٩ – الأسماء التي تقر بالاستسلام لله و إلاعتماد عليه و إلابتهال إليه .
    ١٠ – الأسماء التي تستمطر البركة وتدل علي الراحة المعنوية والحسية ونعمة التوفيق .
    ١١ – الأسماء التي تدل علي جوامع الهداية والعلم و المعرفة و إقبال البشارة.
    ١٢- الاسماء التي تتصل بالمنطق و الحجة و البيان.
    ١٣- الأسماء الدالة علي السلطان و القوة و الغلبة.
    ١٤ – الأسماء ذات الصفات المستحسنة حساً و معني.
    ١٥ – الأسماء التي تعبّر عن الوجدان و العواطف الإنسانية و السمو و البشاشة.
    ١٦- الأسماء التي تنتسب إلي الجَنّة و أسمائها ونعيمها.
    ١٧- أسماء الكواكب و النجوم و النور والضياء.
    ١٨ – معالم الأرض و مصادر المياه و الزروع و الأنعام.
    -١٩ – الأسماء التي تشير إلي الأمكنة والأزمنة و المواقيت .
    ٢٠ – الأسماء المتصلة باجناس الناس واعراقهم و أعمارهم .
    ٢١ – الأسماء الخاصة بالأموال والمعادن والأحجار الكريمة.
    إن التفكر و التدبر في صلة أسماء السودانيين بما يطابقها من أسماء وردت في القرآن الكريم أو ماهو مشتق منها او مقبس منها
    يفتح – في نظري – باباً قديماً جديداً من أبواب الذكر . فحين تتردد تلك الأسماء علي الألسنة او تخط علي الورق
    او يتناولها التعبير الأدبي شعرا او نثرا او يتضمنها الابداع الفني في المدائح وأوراد الصوفية و الأناشيد و الأغاني و اللوحات
    التشكيلة وغيرها ، فإنها تنطوي علي أيحاءات ومعان اصلها قرآني. وبالتالي فإن ذهن المتلقي لتلك الأجناس الأدبية والفنية ينصرف إلي ذلك الأصل . ووفقا لتصنيف تلك الاسماء حسبما اوردنا سلفا ، فإن الايحاءت التي تصدر عنها تنطوي علي دلالات ومعان تعبدية تنطق بتوحيد الخالق ومحبة رسوله الخاتم والايمان برسله اجمعين والتفكر في بديع آيات الكون و خلق الإنسان وخٌلقه وهدايته و تدبير حياته وتقرير
    مصيره في الدنيا و الآخرة .
    إن ذكر الله تعالي بهذا الفهم اليقيني الواسع ، قمين بان ينداح بركة علي حياة السودانيين ومعاشهم وتدابير شؤونهم .
    و لعمري فإن التدبر و التفكر في أسمائنا , لهو من ضمن الذكر الذي يكشف عن هويتنا ويحدد مسارنا ويلهمنا سواء السبيل ، خاصة في ظروف بلادنا الراهنة التي ينبغي ان نتجاوزها بالبصيرة والعزم والثبات لنكون ، وندحر – إلي الأبد – الذين لايريدون للسودان ان يكون.
  • نواصل –

اترك رد

error: Content is protected !!