مكي المغربي
أسئلة موجهة واضحة؛ هلا حكيت لنا رحلة معاناتك الطويلة؟ صف لنا حجم الكارثة الانسانية التي تركتها في السودان؟ هل لديك رسالة توجهها للبرهان وحميدتي؟ (أوع تقول لينا دا جيش البلد بقاتل مليشيا تحتل ست مستشفيات من بينها الدايات أمدرمان – لأنو دا ما خط القناة)
قنوات خطها واضح .. اظهار ضعف السودانيين وجوعهم وهوانهم، وتصوير دموعهم وتوثيق لحظات ضعفهم وليس قوتهم، وتلقين اطفالهم مناشدة البرهان وحميدتي بوقف الحرب بطريقة ركيكة ومتطابقة توضح الصناعة، حتى لو هنالك جولة في سوق خضروات مطمئن ووافر الخيرات لا بد أن يكون الحديث مع البائع عن الكساد أو أي مشكلة وليس الوفرة والاستقرار، وطبعا أي عينة في الاستطلاع حمدت الله وشكرته وحقق معالم الشخصية السودانية القوية لا بد من حجبها.
المطلوب هو .. التأكيد على أن السودانيين شعب مثير للشفقة وضعيف ومحطم نفسيا ويستحق التدخل الخارجي، وفولكر، ووصاية الرباعية والثلاثية وعودة قحت – المركزي، وحكم وزيرة خارجية تجهش بالبكاء والنواح، وليس مبعوثا رئاسيا ثقيل الوزن رزين الكلمة .. جبل من الدبلوماسية والوطنية مثل السفير دفع الله الحاج علي.
لا بد للمراسل والصحفي وحتى المعلق والمحلل لصالح فضائيات بعينها بالذات بعضها تنطلق من دبي وأبو ظبي وغيرها أن يركب في هذا الخط، ولا بد هو نفسه أن يكون لديه نبرة فيها مسكنة وخضوع وتذلل واحساس بالألم والحسرة والضياع لأنه ينتمي للسودان.
أما قصص الولايات، مدني، الجزيرة، بحر أبيض، دنقلا، القضارف، في الشهامة والكرم وحفاوة استقبال القادمين من الخرطوم ممنوعة .. الصيوان المنصوب في وسط شندي لاستقبال القادمين بالذبائح ضيوفا لا نازحين، الحديث من أهل ميت صابرين على وفاة ابنهم بقذيفة طائشة ويعتبرون أن هذا لا يبرر اطلاقا الحياد .. كل هذا ممنوع في فضائيات بعينها.
مطلوب من المراسل والمتحدث يكون كيوت وانساني ومهني لصالح التمرد تحت غطاء الحياد!
يحضرني هنا تقسيما جديدا في أمريكا وعدد من الدول الغربية وهو (المسلم الكيوت) أو (الداعية الكيوت) وهو درجة أعلى من الليبرالي، لأنه يتميز بأنه يقول أنا شخص متسامح مع الآخر ولدي “صديق شاذ” أو “أعز جيراني هو متحول” .. ويبرر ذلك بتقديم نسخة متسامحة للاسلام .. ويذهب لمسيرة المثليين والمتحولين ويحمل علم قوس قزح ويحضنهم ولو سألته يقول لك وهل تريدني أن اضربهم والعنهم مثل المتطرفين، انا لا أفعل ما يفعلون لكنني احترم انسانيتهم، طيب ما ممكن تحترم انسانيتهم “بدون أحضان وهبيش”؟!
المسلم الكيوت متماهي مع الشذوذ والتفسخ والاباحية بمزاعم الانسانية .. والصحفي الكيوت متماهي مع احتلال السودان وتدويل قضيته واذلال شعبه وجيشه بمزاعم المهنية.