في اللحظة التي تفكر فيها في استثمار ما تملك من مال بافتتاح مطعم او بقالة او ربما (طبلية!! )، فقد فكر (حميدتي) باستثمار ما يملك من اموال في جيش يقدم خدماته لمن يحتاجه، وبذلك يكون قد غير نشاط تجارته من (المواشي) الى (الجيوش). فمشروع الدعم السريع قد افتتح خدماته (للجمهور) في العام 2013م إبان ازمة دارفور، حيث ساهم في تقليص وجود عدد من الحركات الدارفورية في عدة محاور لصالح الزبون (الانقاذ)، كما قدم خدماته في جنوب كردفان والنيل الازرق ايام تمرد الحركة الشعبية (شمال). الحكومة في ذلك الوقت كانت كريمة فيما يبدوا بحيث انها لم تحتكر خدمات (الدعم السريع) خالصة لنفسها، فتركت له حرية الاسترزاق الخارجي، فاصبح له (بزنس) خارجي يدر عليه دخلاً معقولاً في اليمن، ليبيا وأخيراً نشاطه في منع الجريمة الدولية العابرة للقارات ومشاكل تجارة البشر والحدود والتهريب ومنع الهجرة الغير شرعية فالزبون (الخواجة) لديه متطلبات تختلف عن غيره (حاكم الخواجات ديل عليهم حاجات ياجدع!!) او كما قال عادل امام!!!، مع بدء تفجر ثورة ديسمبر، توقع الزبون (الإنقاذ) ان يقدم الدعم السريع خدماته كالمعتاد، الا انه وبحسبة تاجر (حذِقْ)، وجد (حميدتي) ان الوقوف بوجه الثورة هو مشروع فاشل بأي حال من الأحوال، فلن تستطيع الحكومة بالايفاء بالخدمة المطلوبة منه بطريقة (شغلكم دا كتير وقروشكم حبة!!! ) كأي صنايعي يجيد ما يفعل!!! ففضل الابتعاد والمراقبة عن بعد عوضاً عن الدخول في مشروع فاشل حينها، تماماً مثل صاحب (الحافلة من النوع الكريز) والذي ينزوي ساعة الظهرية عن العمل بحجة ان اغلب الزبائن في ذلك الوقت هم من الطلاب الذين يدفعون نصف الاجرة فقط، فيفضل ان (ترتاح) السيارة، ويوفر الوقود والمجهود لوقت أكثر جدوى اقتصادية. بعد نجاح الثورة والاطاحة بالزبون السابق، فقد قدم خدمات جليلة للزبائن الجدد وبحسب طلبهم فقد (فض اعتصام القيادة) بكفاءة عالية يُحسد عليها، شارك في انقلابات، اعتقالات، تحييد مواقف وقف مظاهرات الخ. فالشغل بعد الانقاذ (فنياتو كترت!!) والرزق – كما هو معلوم- (يحب الخفيه!!). الى ان وصلنا للمشروع الكبير (الاطاري) والذي يماثل (المقامرة) فقد كان المطلوب عظيماً، اعادة هيكلة كامل القوات المسلحة السودانية ووضعها تحت (تصرفه)، الرجل لم يحسب حسابات المخاطر او ال risk كما هو مطلوب في إدارة المشاريع، معتمداً على ثقته التي اكتسبها من نجاحاته السابقة (فحدث ما حدث!! ). كثيرون قلقون من استمرار المعارك والانجرار وراء السيناريوهات اليمنية، الليبية، العراقية، السورية لكن اعتقد ان الوضع يختلف قليلاً عندنا، كما تلاحظ في الدول سابقة الذكر فان المليشيات المعادية للدول في اغلب الاحيان هي جيوش ذات عقائد ومبادئ تقاتل من اجلها (تتفق او تختلف معها) فالحوثي في اليمن ذو الخلفية الشيعية، والجيش الحر في سوريا ذو الخلفية الطائفية والتي تعادي طائفة العلويين التي تقود البلاد، وحفتر في ليبيا والذي يقاتل من اجل (علمانية) يؤمن بها، كل هؤلاء يختلفون عن (البزنس مان) حميدتي وشركاءه من (آل دقلو)، فقد قال اهلنا قديماً (المحرش ما بقاتل!!).