الرواية الأولى

نروي لتعرف

كلام صريح / سمية سيد

(راجعين) متطلبات العودة إلى الخرطوم

سمية سيد
     هل توجد ضرورة لتشكيل لجنة عليا لتهيئة البيئة العامة لعود المواطنيين لولاية الخرطوم.
 وهل هناك ضرورة بان يترأس اللجنة شخصية قيادية بمجلس السيادة كالفريق ابراهيم جابر؟
 ولماذا الخرطوم دون الولايات الاخرى التي احتلها الجنجويد من قبل ؟
     لاحظت منتقدي تشكيل لجنة بهذا الحجم صور لهم تفكيرهم وكان الأمر هو البحث عن مهام لرئيس اللجنة  بعد تعيين رئيس الوزراء كامل ادريس اذ ان إبراهيم جابر كان مسئولا عن الجهاز التنفيذي وبشكل مباشر على القطاع الاقتصادي.

   العودة إلى الخرطوم ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض . فهذه الولاية عدا مناطق محددة منها مارس فيها الجنجويد سياسة الارض المحروقة لذلك اعادة سكانها وإعادة الحياة فيها كعاصمة للدولة السودانية تحتاج إلى جهد كبير وتحتاج إلى موارد تتجاوز موارد حكومة الولاية بمراحل . وتحتاج إلى بناء مادمرته الحرب في قطاعات الصناعة والزراعة والبنية التحتية . وتحتاج الخرطوم إلى بناء النسيج الاجتماعي الذي تم تمزيقه بالنظر إلى التركيبة السكانية التي تختلف قبليا وإثنيا ودينيا كان يجمع بينها تعايش سلمي ورضا اجتماعي بعيدا عن اي اصطفاف جهوي.
    اذن مهمة لجنة إبراهيم جابر تختلف في مضامينها ومهامها عن اللجان التقليدية ، وهي ليست جسما موازيا لعمل حكومة كامل ادريس  التي تضطلع بمهام الجهاز التنفيذي للدولة .
      توفير خدمات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم بما يهيئ الوضع العام لاستقبال آلاف بل ملايين الاجئين والنازحين المقدمين على مساكنهم عمل شاق ماليا وفنيا بحيث تعجز حكومة الولاية على توفيره ، فيما لا تستطيع الحكومة المركزية ممثلة في الوزارات والوحدات والهيئات القيام به في ظل ملفات عديدة ومتعددة .
السودان الان يحتاج إلى تضافر الجهود والى كل من يقدم الافكار وكل من له المقدرة على الإشراف على التنفيذ من قيادات الدولة عبر العمل الميداني لا داخل المكاتب. 

     اليوم دشن ابراهيم جابر اكبر حملة لمكافحة نواقل الأمراض تحت شعار ( صحة مستقرة) هذا العمل الكبير يعد من المسائل المهمة جدا ، كل محليات ولاية الخرطوم يعاني سكانها من آثار البيئة المتردية جدا . .

من لم يمت ببندقية حميدتي مات من تدني البيئة والأمراض المنتشرة من التلوث الذي احدثته الحرب .

      في لقاء رئيس الوزراء دكتور كامل ادريس مع الصحفيين في القاهرة قلت له  تلاحظ ان عودة المواطنيين إلى الخرطوم لا تتوافق مع عمليات الإصلاح في الخدمات التي تسير ببطء شديد ، اعترف الرجل بوجود تقاطعات كبيرة بين الجهات المسؤلة عن ذلك . وذكر ان ما اسماه ( بالحفر) يمثل عائقا في الدولة .

   إذا كان رئيس الوزراء نفسه اشتكى من ( الحفر) ومن التقاطعات يبقى وجود لجنة عليا على راسها عضو مجلس السيادة مسالة مهمة لحسم التقاطعات و ( الحفر)

   

اترك رد

error: Content is protected !!