أيمن مزمل
كل ما اتذكره انني كنت مستلقِ على اريكة واشاهد مسلسل تلفزيوني رمضاني (كأي صائم يحترم نفسه) بانتظار اذان المغرب، فقمت متثاقلا الى المطبخ لاتأكد من ان كل شيء على ما يرام، قبل ان اجري عدد من المكالمات، وعندما عُدت وجدت ان الحرب قد مر عليها شهران بالتمام والكمال او يزيدون، فيهما تمت إحالة الخرطوم الى رماد. متى تحولت (الميج) من صبغة شعر نسائية الى طائرة؟ التمشيط لم يعد لخصلات الشعر (على ما اتذكر) بل اصبح للشوارع، والمضادات (ام ثلاث حبات) لم تعد علاجاً للنزلة بأي حال من الأحوال، بل اضحت سلاحاً فتاكاً لاسقاط الطائرات!!، ثم إن الراجمات ماعادت تستخدم لعلاج الملاريا بل اصبحت تستخدم للقصف، حتى (الدعم) معنويا كان ام ماديا، يستخدم فقط للإشارة الى جيش حميدتي، اعتقد ان (البرهان) عادة ما كان يستخدم في الرياضيات!!! (إني اتذكر هذا جيدا)، اللاماب حي وادع يرقد بجوار النيل الأبيض ولايحتاج إلى تحرير، كما أن كافوري حي راقي به ما لذ وطاب من المأكولات والحلويات التي تقدمها مطاعمه التي تنتشر على جنباته وليس منطقة محررة من احدهم، كنت اظن ان الجامعة مكان لطلب العلم وليس وحدة عسكرية يستلقي عساكرها تحت ظلال اشجارها الوريفة والتي شهدت لقاء وفراق احبة اجتمعوا بقلوب صافية وكتبوا على جذوع اشجارها كلمات على شاكلة (ذكرى تخرج الدفعة كذا من كلية كذا بتاريخ كذا… الخ) قبل ان يخط احدهم بدلا عنها (مطر بدون براق!!)، مطار الخرطوم والذي كان حلاً لمن لا حل له اصبح رمادا كما ترى، فأحرقه احدهم وهو يصيح (البحر امامكم والعدو خلفكم فأين المفر!! )، الجغم كلمة سودانية (اصلها عربي رصين) مغرقة في دارجيتنا تستخدم لوصف شرب جرعات من المياه، ولا تستخدم في ازهاق ارواح البشر،
مَن الذي تلاعب في (إعدادات) عقول السودانيين؟
مَن؟؟