
مواصلة لما سبق و لمعرفة موقع لقاءات ومناطق تحركات قائد المليشيا المتمردة علينا النظر فى عدة نقاط ، ونذكر بعضها ،
وأولها: الحضور حول حميدتي فى حشد جنوب دارفور ، من القادة والمستنفرين ، ونقصد هنا القائد المليشي ادريس حسن وحبيب حريكة ، وكلاهما من جنوب دارفور ، والأول خاطب قبل أسبوع ذات القوة ، أما ثانيهما فهو احد القادة الذين لم يشاركوا فى عمليات كردفان وتم تكليفه لمهمة جديدة سنأتي عليها بإذن الله..
وثانياً: مستخلص حديث حميدتي ، فى نقطتين ، محاولته تطمئن جمهورية مصر العربية ، والمواطنين بالولاية الشمالية ونهر النيل ، (قواتنا ليس من بينهم شفشافة ) ، وهذا يشير إلى أن تلك (القوة هدفها) مهاجمة ولايات نهر النيل والشمالية وقائد عملياتها هو حبيب حريكة والمشرف عليها هو حميدتي شخصياً ، ولهذا فإن مسار تحركه تبعاً لذلك ، ما بين ام القرى جنوب دارفور أو خور برنقا ، وربما المالحة أو التوجه ناحية الحمرة وام بادر..
هل يملك حميدتي القدرة على تنفيذ مخططاته – أى مهاجمة ولايات نهر النيل والشمالية ؟ تلك قضية نستطيع وضع افتراضات حولها ونقاط عامة..
- من حيث القادة ، فإن المشرف حميدتي رجل مغامر ، ومهووس ، ويبحث عند مجد طار من يديه والخيارات أمامه ضعيفة ، وقياساته مرتبطة بظروف عملياتية محددة فى هجماته للعام 2023م وبالتركيز أكثر العام 2024م فى هجومه على مدني (خاصرة) ولاية الجزيرة والتحرك خلال أكثر من محور ، ومع كثافة النيران وادخال ثلاثة عناصر مهمة تم استخدامها فى معارك سابقة ، وهى اطلاق اسراب من المسيرات ، توظيف الخلايا النائمة الداخلية وخلخلة الجبهة الداخلية ، بث الشائعات لخلق حالة من الهلع..
- والنقطة الثانية هى قادة الميدان ، ووفق المؤشرات ، فهم ادريس حسن وحبيب حريكة ، وكلاهما خاص تجارب خاسرة وهم أكثر عدة وعتادا وتمكينا ، فأما إدريس فقد كان قائداً لقطاع شرق النيل وبحري ، وتحت امرته أكثر من 8 ألف مليشي والكثير من العتاد وقدرة على المناورة ، ومناطق سيطرة ، ولكنه هزم ، فى ثلاث من أكبر هزائم الجنجويد سواء فى مصفاة الجيلى أو كبري سوبا أو الانسحاب المخذول من شرق النيل عموما وهروبه إلى صالحة فى مارس 2025م ومنها إلى خوربرنقا بغرب دارفور..
و حريكة تم ارساله لإنقاذ المحاصرين فى الإذاعة ، فأخرج أبناء الماهرية وترك البقية لمصيرهم المحتوم ، وظل قائدا للمليشيا بام درمان ولم يخترق حصون المهندسين طيلة عامين.. - أما النقطة الثالثة فهى الكثافة العددية ، ووفق الصور المتاحة ، فإن قوة المتحرك فى اللقاء لا تتجاوز 3 ألف ، وفى أكثر الخيارت فإنها فى حدود 5 الف ، ومع ذلك فإن هذه النظر مخادع ، لأن الجنجويد حركوا قواتهم إلى المثلث الحدودي وراهب وكرب التوم وقاعدة شوفرليت ، دون أن ننسى قواته فى مالحة..
ولديهم قوات فى الحمرة وام بادر وبارا وخول الخوي والنهود.. كان ادريس حسن قد قال لدينا 12 متحرك ، وفى الحقيقة لا يملكون قدرة لذلك ولكن يمكن القول (قد تكون لهم مناورات فى مناطق مختلفة).. ومن بين ذلك قيادة عبدالرحيم هجوم على الفاشر..
ومع انشغالات القيادة السياسية وقادة الحركات المسلحة بإقتسام السلطة ، فإن قائد المليشيا يخطط لإرباك المشهد بالهجوم على ولايات نهر النيل والشمالية..
وهى محاولة يائسة بكل التحليلات ومبنية على تصورات قديمة ، هناك مستجدات كثيرة على مستوى الترتيبات العسكرية والاستعداد العسكري والتسليح..
بالتأكيد للقيادة العسكرية حساباتها ومعلوماتها ، لكن يقظة المواطن والقيادات الاهلية والمجتمعية مهمة..
سيكون مذاق مغامرات حميدتي قاسياً بإذن الله ..
حفظ الله البلاد والعباد ..
23 يونيو 2025م