
انتصارات القوات المسلحة الداخلية تحتاج لتأمين من خلال العمل الخارجي.
ما حدث بنيروبي يحتاج لرد فعال وقوي.
الدبلوماسية الرئاسية والدبلوماسية الرسمية والعلاقات بالأجهزة الصديقة أدوات المرحلة المقبلة.
المسرحية الهزلية السمجة التي تمت بالعاصمة الكينية نيروبي من توقيع لميثاق سياسي بائس من قبل مجموعات تدعي تمثيل الشعب السوداني، ومحاولة إعلان حكومة منفى بعد توقيع الميثاق تعطي جرس إنذار للحكومة السودانية أن اهتموا بالعمل الخارجي.
أدوات العمل الخارجي تتمثل في الدبلوماسية الرئاسية من خلال زيارات واتصالات رئيس مجلس السيادة وأعضاء المجلس برؤساء الدول الأخرى. وتتمثل أيضاً من خلال الجسم الرئيس المكلف بالعمل الخارجي وهو وزارة الخارجية وسفاراتها والممثليات السودانية بالخارج، كما تتمثل في محطات جهاز المخابرات العامة الخارجية وعلاقاته مع الأجهزة النظيرة لدى الدول الأخرى. وتتمثل أيضاً في الدبلوماسية الشعبية من خلال مجلس الصداقة الشعبية العالمية والجاليات السودانية بالخارج والجامعات السودانية التي تستقبل طلاباً أجانب.
هذه الأدوات ينبغي أن تعمل متناسقة وبفعالية لمواجهة المهددات الخارجية للأمن القومي السوداني. إن من أكبر مهددات الأمن القومي السوداني احتضان دول وأجهزة مخابرات أجنبية لأفراد ومجموعات سودانية وتوجيههم لحرب السودان. وهو ما جرى من خلال احتضان وتجهيز وتمويل مليشيات آل دقلو الإرهابية لشن الحرب على الشعب والجيش السوداني. وكذلك تجهيز وتمويل الحاضنة السياسية لهذه المليشيات بدفع الأموال وإعطاء الموجهات لشخصيات سودانية لعبت دور العمالة بامتياز ضد الوطن.
كان قمة التآمر على السودان وشعبه وجيشه توقيع اتفاق سياسي ضد الدولة السودانية بنيروبي عاصمة كينيا، والتجهيز لإعلان حكومة منفى هناك. مسلك الحكومة الكينية والدول الأخرى المساندة للمليشيا يحتاج لرد قوي وفعال من الحكومة السودانية وأجهزة العمل الخارجي.
الحرب العظيمة التي خاضها الجيش السوداني والقوات المساندة له والمستنفرين من أفراد الشعب تحتاج لتأمين خارجي فعال يصد كل ما يمكن أن يهدد هذه الانتصارات.
محاولات بعض الدول فرض حظر على طيران الجيش السوداني، واحتضان دول أخرى للمعارضة السياسية وتوفير التمويل والمنابر لها، تحتاج لرد حاسم وقوي من الحكومة السودانية.
اتصالات وزيارات رئيس مجلس السيادة وأعضاء المجلس للدول الأخرى ينبغي أن تكثف، زيارات وزير الخارجية وأنشطة السفارات والممثليات بالدول الأخرى ينبغي تفعيلها مع زيادة انتشار هذه السفارات والممثليات، جهاز المخابرات العامة عليه تنشيط محطاته الخارجية وتفعيل الاتفاقيات مع الأجهزة الصديقة والمنظمات الاستخبارية الرسمية، الدبلوماسية الشعبية من خلال مجلس الصداقة الشعبية العالمية والجاليات السودانية بالخارج والجامعات السودانية المستقبلة للطلاب الأجانب يجب تفعيل أدوارها.
قد يتبادر لأذهان البعض أن تكلفة تحريك هذه الأجسام مرتفعة جداً، خصوصاً وإننا نعمل من خلال ميزانية حرب. أصدقكم القول إن الكثيرين من السفراء الذين تم ترشيحهم لسفارات خارجية، ولم يلتحقوا بمحطاتهم لعدم توفر الموارد المالية، يقولون بألم وحسرة نحن لسنا أقل وطنية ممن ضحوا بأرواحهم في معركة الكرامة، وأقل شيء يمكننا تقديمه هو تضحيتنا بمخصصاتنا المالية، لأن شرف الدفاع عن الوطن وجيشه أقيم من كل مخصصات وأموال. نرجو من وزارة الخارجية ووزارة المالية تلبية أشواق هؤلاء في الدفاع عن الوطن وشعبه وقواته المسلحة في الميدان الذين يجيدون العمل فيه. والله الموفق.