
ماذا تريد أمريكا بفرضها العقوبات على الدولة السودانية؟ هذا ما يجب أن نتناوله في مقالنا بصورة واضحة، ونشرع في تحليله و تفنيده كي نتمكن من معرفة الحقيقة الكامنة خلف مثل هذه القرارات وفيّ هذا التوقيت بالذات.
القاصي و الداني اصبح يعلم سياسة امريكة الخارجية تجاه الدول التي تريد التحرر من قبضة الإمبريالية العالمة فايما دولة تريد رفع شعار التحرر يتم بصورة مباشرة اشهار سلاح العقوبات تجاهها لذلك فإن العقوبات التي أعلنت الادارة الأمريكية تنفيذها على السودان تُعد جزءًا من استراتيجية الضغط السياسي والاقتصادي التي تتبعها واشنطن في تعاملها مع الدول التي ترى أنها تُهدد مصالحها أو تتعارض مع سياساتها في المنطقة. هذه العقوبات ليست جديدة، فقد بدأت منذ ثمانينات القرن الماضي واستمرت بأشكال مختلفة، سواء كانت اقتصادية أو سياسية، وفقًا للظروف الدولية والتطورات داخل السودان.
في الآونة الأخيرة، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على السودان، متهمةً الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية خلال عملياته ضد مليشيات الدعم السريع في عام 2024، وهو ما نفاه الجيش السوداني و الحكومة السودانية بشدة، معتبرةً هذه الاتهامات “ابتزازًا سياسيًا وتزييفًا للحقائق”.
من منظور استراتيجي، يمكن النظر إلى هذه العقوبات على أنها جزء من أدوات “القوة الناعمة” التي تستخدمها الولايات المتحدة للضغط على السودان وإجباره على تبني سياسات تتماشى مع مصالحها في المنطقة، خاصة في ظل التنافس الدولي على النفوذ في القرن الأفريقي والشرق الأوسط. في المقابل، يرى محللون أن هذه العقوبات تأتي في وقت يشهد فيه السودان تحولات سياسية وعسكرية، حيث يسعى الجيش السوداني إلى فرض واقع جديد على الأرض بعد تحقيق تقدم ميداني في مواجهة مليشيات قوات الدعم السريع.
لذلك، من الضروري أن تتعامل الحكومة السودانية مع هذه التحديات بمنهجية شاملة، تأخذ في الاعتبار الأبعاد الداخلية والخارجية، وتضع حلولًا استراتيجية لمواجهة المخاطر المحدقة بالبلاد. فالعالم لم يعد يُدار بنفس القواعد التقليدية، وأصبح التنافس الدولي على الموارد أكثر احتدامًا، مما يتطلب رؤية واضحة واستراتيجية متماسكة لمواجهة هذه الضغوط.
محمد الحاج
٢٦ مايو ٢٠٢٥