الرواية الأولى

نروي لتعرف

حصيد الأزمنة / سيف الدين البشير

ثم تضحك حزنا حتى ينفقئ وجهك : الرأي ؛ من لا يجيد السباحة يكتفي بالزبد

• هي فقط المعادلات الرياضية التي تتناهى خلاصاتها نحو حقيقة دامغة .. وقطعيات الدين مقدسات قد تخرج من خرج عليها من الملة ، أما ما دون ذلك فهو دونه .. أما الرأي فهو جدل تدلي فيه بدلوك دون أن تمنحه حصانة ما لا يقبل الجدل .

• الرأي نفسه – وفق قيم المعيار – يتأسس على راسخ من التراكم والروية ، والقدرة على التحليل، حتى تتنزل الخلاصات هونا بمعزل عن لي العنق .

• والرأي في عظائم الأمور يقارب المناصحة لولاة الأمر ، على أن يكون ماعون هؤلاء مهيلاً يعتمد لغة الفرز بين الهتاف الصخاب، وبين ما ينفع ، أما أن يندهش من تولى أمراً إزاء كل صائح ونائحة فهو التشوش ضرب ما أورده الأعشى:
فَكُلُّنا مُغرَمٌ يَهذي بِصاحِبِهِ
ناءٍ وَدانٍ وَمَحبولٌ وَمُحتَبِلُ

• وآفة ولاة الأمر أنهم مغرمون بالزبد ؛ وهم كلفون بكل من طفا على السطح إن يكن بالصخب ، أو إثارة الجدل ، أو بروافع أخرى مرئية أو غير ذلك .. وحتى الزبد نفسه اعتقد جزماً أنه لآلئ القيعان ، وانتفخ كما فقاعات الصابون ، ويظل المتنفذون خليون من توصيف الطفو :
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ
وتستقرّ بقاصي قعره الدرر
ولأن بعض النافذين ، شأنهم شأن العوام لا يجيدون السباحة ، فإن أقدارهم تتصيد “الجيف” الطافية.

• ويعتد من يعتد بإحصاء المعجبين بوسائل التواصل ، حتى إن عطس المصاخب وحمد الله وشمتناه ؛ وهل يتجاوز ما ينال من الإعجاب ما تحصده قينة “قونة” تستعرض كما الباعة الجوالين بضائعها في سفاه مبتذل ! .

• ويظل أحمد طه “الجزيري” يحفل بالأوداج المنتفخة ، يحشد الأجهلين إلا من رحم ربي ، ليجعل من الجدل الضرير في الشأن السوداني ملحاً للماسخ من عروضه .. وهو ليس نظيراً لامثال فيصل القاسم وجمال ريان وخديجة بن قنة وعبد القادر عياض .

• والأوداج ذاتها هي من يعمل لها حملة الأختام ألف حساب ، إذ ترتعش فرائصهم إزاء سحلية ، مجرد سحلية ، تنفخ هدب العنق لتبدو أكبر من حجمها
تحاشياً للضواري .

اترك رد

error: Content is protected !!