هوامش / د. كرار التهامي

توم بيريلو وسرير بروكرست هل يرتكب بيريلو نفس احطاءفولكر ؟

د. كرار التهامي



  كان المأمول ان بنجح توم بيريلو في السودان   فخبراته في مجال  العمل الإنساني و بناء السلام والديمقراطية كبيرة حيث عمل في امريكا وأوروبا الشرقية وأفريقيا ثم طاف في اقليم البحيرات وانتدب كمبعوث أمريكي في الكونغو وليبريا وبورندي  

▪️في مناطق النزاعات التي عمل فيها فشل فشلا ذريعا لتعقيدات كثيرة حيث لا زالت تلك المناطق تغلي كالمرجل و حيث راح ضحية الصراع في الكونغو اكثر من ثلاثة مليون كما قتل مئات الالاف في ليبريا وبورندي حيث عمل توم بيريللو كمبعوث أمريكي
▪️ترك بيريلو وراءه الحروب مستعرة والنزاعات في اشدها و رجع ليعمل مع اليهودي جورج سوروس في منظمة المجتمع المفتوح
Open Society Founation. و هي منظمة غامضة تهتم بتعزيز الديمقراطية الليبرالية والحريات والجندرة و صاحبها يهودي و احد الناجين من الهلوكوست المزعوم

▪️في السودان سار بيرلو في طريق فولكر حيث رسم حلولا في ذهنه واراد تنزيلها على الواقع تماما مثل سرير بروكرست ” ( Procrustean Bed) التي وردت في الأسطورة الاغريقية لقاطع الطريق الذي كان يضع ضحاياه في السرير فاذا زاد طولهم على السرير قطع رجولهم وأذا قل شد أطرافهم و الأسطورة مثالًا على الوحشية والتسلط، وهي تعبير عن التلاعب والتحكم الذي قد يمارسه الأشخاص الأقوياء على الضعفاء.

▪️اصبحت (البروكرستية) مذهب في التفاوض وفرض الشروط بالغلبة والخداع والابتزاز والوعيد الطريقة التي جربها فولكر في السودانيين ومن بعده ت .بيريللو الذي اصبح يحدد من الذي يشارك في السياسة و من الذي يمتنع واختار بسسب غياب المعلومات ان يتبنى مجموعة محدودة وبلا قواعد شعبية ويسعى لاجتراح حلول تستوعبهم رغم انف التاريخ وضد ارادة الأغلبية وهو كمروج للديمقراطية يعلم ان الطريق الوحيد لذلك هو صندوق الانتخابات

▪️لقد بدأ بيريللو بداية طيبة لكن حرصه على نجاحه الشخصي الذي افتقده طويلا في تجاربه السابقة في أفريقيا جعله يستعجل الحلول ويبحث عن تعويض على حساب عقلانية الحل في السودان مترسما خطى فولكر الذي تركته الامم المتحدة مرميا في قارعة الطريق بينما يعلم هو ان بلده يعاني من سكرة الانتخابات هذي الايام ولا بواكي عليه إذا فشل


٢٢-٨-٢٠٢٤

تعليق واحد

  1. لعمري إن هذا لأمر عجاب! هل قدركم ان “تدسوا المحافير” لكل من جاء ليعينكم في دفن “فشلكم في إدارة دولتكم”؟! الواضح أن قدرتكم علي القضاء علي عصابة الدعم السريع مشكوك فيها و الصلح خير لكم إن كان فيكم رجل رشيد! المتضرر الوحيد في هذه الحرب هو الشعب السوداني المغلوب علي امره! الدعامة لصوص و مجرمون و منتهكون لكل الأعراف الدولية و البرهان و عصابته لصوص سرقوا ثورة شعب و سطوا عليها من الباب الخلفي لمطامع شخصية! كلا الطرفين المتقاتلين لا يجوز ان يكونا جزءاً من التحول الديمقراطي و لتدار الدولة كما الآن بواسطة وكلاء الوزارات و تكليفهم بالإعداد للإنتخابات و المؤتمر الدستوري!

اترك رد

error: Content is protected !!