اسامة عبدالماجد
¤ جاء في الأخبار امس ان رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، وجه وزارة الخارجية بتقوية العمل الدبلوماسي وتعزيز تواصلها مع العالم الخارجي لتحقيق المصالح العليا للشعب السوداني.. كما وجه بتنسيق العمل مع المنظمات الإقليمية والدولية.. جاء ذلك عقب تلقيه تنويرا من وزير الخارجية المكلف علي الصادق، حول التحديات التي تواجه الوزارة..
¤ في تقديري ان الخطوة لم تكن تنويرا بقدر ماهي تضليلا للرئيس !!..أشك ان الوزير عكس الاوضاع داخل الوزارة بكل ابعادها للبرهان.. قيد الصادق الخارجية والقى بها في بئر، ولم يكترث لما اقترفت يداه من جرم.. تعامل بطريقة انتقائية مع ملف عودة المفصولين في مقابل محاباة قحت.. من خلال تحمسه لعودة القحاته وابتعاثهم ، في مقابل تعطيل عملية النقل لعدد مقدر من سفراء مستحقين قيادة بعثات.. وان يحتل ايا منهم الموقع الذي تولاه الصادق دون اقتدار.
¤ لا ادافع عن لون سياسي لسفراء.. ويحمد لمنسوبي الخارجبة، عدم التعاطي مع السياسة.. ولم تصاب الخارجية بلوثة التصنيفات الا بعد التغيير في 2019.. اشعل القحاتة نار تلك الفتنة ومن خلفهم سفراء تبجحوا على الانقاذ وبصقوا في الصحن الذي اكلوا منه.. وعضوا اليد التي امتدت اليهم، امثال نور الدين ساتي ونصر الدين والي والصديق عبد العزيز وغيرهم من السفراء الذين لم تبخل عليهم الانقاذ.. لكنهم لطخوا سمعة الوزارة بمواقف سياسية مخزيه، لا تشبه منسوبيها ولا تاريخها.
¤ يمضي الصادق على ذات خطى امثال ساتي بتسييس صريح للجانب المهني والاخلاقي الذي يجب ان يتحلى به الوزير .. حيث واصل سيناريو الاقصاء الذي بدأ منذ قدوم الوزيرة اسماء محمد عقب التغيير.. وهي قضية خطيرة، كان اثرها الكارثي ان عشرات المحطات الدبلوماسية شاغرة الان في شتى انحاء العالم. ¤ على سبيل المثال اقرب وأهم سفارتين (القاهرة والرياض).. ربما الاولى افضل حالا بعض الشئ من خلال وجود قائم بالاعمال بدرجة سفير.. رغم ان مصر المؤمنة تحتاج سفير بمواصفات خاصة لا سيما بعد تدفق مئات الآلاف من السودانيين نحوها بعد الحرب التي اشعلها حميدتي بتمرد مليشياته.
¤ لا اعتقد انه توجد دولة في العالم تعاني هذا الفراغ الدبلوماسي العريض.. مثل الذي يعيشه السودان.. مما افقدنا الاحترام بالخارج وجعل بلادنا بلا صوت وغائبة عن المشهد الدولي.. في وقت تواجه عدوان بربري غاشم مدعوم بمرتزقة من دول الاقليم ومن مجموعة فاغنر الروسية.. عدوان يهدد وجود الدولة السودانية.. ويرتكز على مخطط خطير وشرير وهو تهجير الشعب السوداني وتوطين بمجموعات لا هوية لها من عدة دول.
¤ لا اتوقع ان يكون الصادق، شرح الاوضاع بكافة ابعادها للرئيس.. ولو تم ذلك لكان توجيه البرهان بان يتم ابتعاث سفراء فورا بصفة التكليف لسد الثغرات.. والاسراع في اعداد قائمة ترشيحات والدفع بها للدول في مقدمتها بريطانيا.. هل يصدق احدكم ان سفارتنا بلندن دون سفير ؟!.
¤ كثير من ترشيحات السفراء، المتواجدين بالخارج لم تكن محكمة.. حيث تم ترشيح سفراء في محطات كبيرة، وهم دون مستوى ثقل تلك الدولة والحراك الدولي الجاري فيها.. وظهر تاثير ذلك ابان الحرب الدائرة الان.. كما غاب علي الصادق طيلة الفترة الاولى للحرب.. مما انعكس بالسلب على اداء الوزارة ولا تزال تداعيات ذلك الغياب ماثلة.. خاصة وانه لم يحدث الفارق عقب ظهوره.. وهذا بسبب صوته الخفيض تجاه الاحداث وعند التعبير عن المواقف.. لم يرتق لمستوى التوقعات والمسؤولية، وظهر ذلك في اهتمامه فوق المعدل بأبناء دفعته.. والتمديد لبعضهم رغم ضعف الاداء وعدم تصديهم للدفاع عن السودان (جمال الشيخ في اديس ابابا).. والسفير الذي احرجنا مع الحكومة السعودية.
¤ منذ فترة ظل الصادق يعطل في ملف الترقيات.. تسبب ذلك في خنق الوزارة واثر على الأداء.. اهمها على الاطلاق ترقية الوزراء المفوضون الى درجة السفير.. كان يمكن ان تسهم عملية فك الخناق الوظيفي في رفع مستوى الاداء، وخلق حالة من الرضا الوظيفي.. ومما يؤخذ على الوزير تساهله في حسم الفساد في بعض المحطات..وما زلنا نطالبه بالسماح للجان التحقيق داخل الوزارة بمباشرة مهامها لمحاربة الفساد والمفسدين
¤ ومهما يكن من امر.. اين عضو مجلس السيادة المشرف على وزارة الخارجية شمس الدين كباشي ؟!.