الرواية الأولى

نروي لتعرف

نحو الغد / عبدالله حميدة

تسمي السودانيين بأسماء الرسل والأنبياء والملائكة ، اقتباسا من القران الكريم. ( 5 – 22 )

عبدالله حميدة

تناولنا في مقال سابق أسماء و صفات نبينا محمد(عليه الصلاة والسلام) التي تسمي بها السودانيون محبة له وتعظيما لمكانته بين الرسل.
و في هذه الحلقة نورد أسماء رسل الله و أنبيائه الاخرين و ملائكته كما جاءت في القرآن المجيد.
(1) الأنبياء و الرسل: و عددهم في كتاب الله خمسة و عشرون.
حددت الآيات رقم : 83 و85 و86 من سورة الأنعام أسماء ثمانية عشر منهم و هم (عليهم السلام):
إبراهيم-إسحق-يعقوب-نوح-داؤود-سليمان-أيوب-يوسف-موسي-هارون-زكريا-يحي-عيسي-إلياس-إسماعيل-اليسع-يونس(ذو النون)-لوط. ويلاحظ ان السودانيين ( خاصة في غرب البلاد) قد تسموا بكل هؤلاء الرسل فيما عدا سيدنا لوط.
أما بقية الأنبياء السبعة الاخرين ، فقد ذكروا في سور متفرقة و هم :

  • آدم: ( الذي ذكر في 25 آية تصنيفها كالاتي : 5 آيات خاطب الله بها الملائكة. 5 آيات خاطب الله بها ادم مباشرة. 5 ايات خاطب الله فيها بني ادم. 5 ايات تحدثت عن ادم . 5 آيات تحدثت عن البشر من بني ادم. ومن الطريف أن نذكر هنا أن إسم سيدنا آدم قد اشتق منه أهلنا في دارفور أسماء عديدة نذكر منها : أدومة- الدومة- آدماي- آدمين ، إلي جانب ( لقب أبو البشر..) •إدريس : ( ذكر في الآية 56 من سورة مريم والآية 85 من سورة الانبياء. )
    •- هود 🙁 ذًكر في 10 آيات في سور متفرقة .) • .صالح : ذًكر في الآية77 من سورة الأعراف ، والآيتين 62 و 89 من سورة هود والآية 142 من سورة الشعراء.)
    •ذو الكفل : ( ذكر في الآية 85 من سورة الأنبياء والآية 48 من سورة ص .) • عيسي : ( ذكر في 25 آية متفرقة .) • محمد : ( انظر المقال الثالث من هذه السلسلة .) وقد أضاف إليهم بعض العلماء : (عمران) باعتبار أنه نبي أوحي الله إليه.
    جدير بالذكر ان السودانيين اخذوا بالمذهب الفقهي الذي يجيز التسمي بأسماء الأنبياء اقتداء برسول الله صل الله عليه و سلم الذي سمي إبنه إبراهيم كما ورد في صحيح مسلم حيث قال عليه الصلاة والسلام (وًلد لي الليلة غلام سميته بإسم أبي إبراهيم).
    إن إنتشار أسماء الأنبياء في كافة أنحاء السودان مع غلبتها في أجزاء منه دليل علي وحدة الوجدان وعلامة من علامات التماسك الروحي. ولا شك أن المنبع الذي استقي منه أهل السودان أسماءهم (و هو القرآن الكريم) قمين به أن يشيع المحبة بينهم و أن يهديهم إلي التي هي أقوم في علاقاتهم و مصالحهم و معايشهم فلا يتعاملون مع بعضهم إلا بروح التسامح ، و نبذ خطاب الكراهية الذي يثير النعرات و الضغائن, فهو كتاب (يهدي للتي هي أقوم و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا).
    (2) الملائكة:
    الملائكة المذكورون بالإسم في القرآن الكريم خمسة:
    جبريل و ميكائيل و مالك و هاروت و ماروت. فأما جبريل و ميكائيل فقد جاء ذكرهما في الآية رقم 98 من سورة البقرة.
    و أما مالك فقد ورد اسمه في الآية رقم 77 من سورة الزخرف.
    و أما هاروت و ماروت فقد ذكرا في الآية 102 من سورة البقرة.
    و قد تسمي السودانيون بثلاثة من بين الملائكة الخمسة المذكورين ، و هم جبريل و ميكال(ميكائيل) و مالك.
    فأما جبريل فقد ارتبط اسمه بالدعوة المحمدية و بسيرة الرسول عليه الصلاة و السلام . و هو اسم مطبوع في أذهان المسلمين السودانيين بمكانته الرفيعة عند الله تعالي. فهو أمين الوحي الذي يحمل كلام الله إلي رسله و هو علي ذلك امين قوي شديد .و تحت جناحه – في مخيلتهم – الحماية والستر . فكثيرا ما سمعنا دعاء جداتنا القائل : (يغطيك جناح جبريل) و هو دعاء يدل علي معرفة متوارثة عن مكانة هذا الملك الكريم في نفوسهن .
    وأما ميكائيل فهو الملك الموكل بإنزال المطر الذي تحيا به الأرض من حيوان و نبات. وهو لذلك مرتبط في دواخل السودانيين بجلب نعيم الدنيا وخيرها . فكم سمعنا من صغارهم عند نزول المطر ، هتافهم الشهير 🙁 كيل يا ميكائيل بالربع الكبير).
    وأما مالك فهو خازن النار الذي يذكرهم بعدالة الله التي توجب عقاب العصاة وتحفيز العباد لكسب الحسنات التي تبعدهم عن النار وتدخلهم الجنة.
    و أما هاروت و ماروت فقد أنزلهما الله إلي الناس لتعليمهم أن السحر إبتلاء و ليميزوا بين السحر و المعجزة واتقاء للشر . وهما لا يعلُمان أحدا من الناس السحر حتي يحذرانه من أضراره.
    و الملائكة –عموما- في مخيلة السودانين هم رسل الرحمن إلي الأرض و ملاذهم الذي يؤمن الطمأنينة و الفرح, و ما من مثال يمكن أن نستشهد به هنا أوقع من كلمات (السيرة ) التي تتغني بها البنات في زفاف العريس:
    ” يا عديلة يا بيضا يا ملايكة سيري معاه.”
    و قد يشتطون –و هم بشر- فيصفون من يحبون بالملائكة تعبيرا عن سمو مشاعرهم نحو الآخر وإحساسهم بما فيه من ملامح الوسامة او خلو خّلقه وخَلقه من الخصائص البشرية ، و دونكم مدوناتهم في الشعر و النثر وفي الغناء القديم و الحديث. ( نواصل )

اترك رد

error: Content is protected !!